أنا، موج السوق العالمي، وأحلام مجتمع مصممي التعلم المبدعين
أحياناً أشعر أنني أقف على ضفة نهر لا يتوقف عن الجريان، نهر التكنولوجيا التربوية، كل يوم فيه موج جديد، أداة جديدة، اتجاه جديد، وأنا أسبح ما استطعت كي لا أغرق، كي أبقى على انسجام مع هذا المدّ العالمي. ومع ذلك، وسط هذا الصراع، لم أتوقف يوماً عن مدّ يدي للآخرين، للشباب الذين ما زالوا يخطون أولى خطواتهم في هذا العالم الرحب . منذ أكثر من سنتين، تصلني الرسائل عبر "لينكدإن"؛ وجوه شابة متحمسة، أسئلة متعثرة تبحث عن وضوح، أصوات تخاطبني بثقة: "دلّنا على الطريق، أرشدنا، كيف نبدأ؟". لم يكن عندي ما أقدمه سوى وقتي وتجربتي، فكنت أفتح لهم أبواب معرفتي. مرة أشارك مقالة، مرة كتاباً، وأحياناً أفتح شاشة حاسوبي لأريهم كيف تُبنى تجربة تعلم أونلاين، كيف تُستعمل أداة لتصميم بيداغوجي حديث، كيف يُترجم الخيال إلى محتوى تعليمي نابض بالحياة . لم يكن هناك مقابل، ولم أكن أنتظر مقابلاً، سوى أن أرى عيونهم تلمع، وفضولهم يكبر. كنت أؤمن أن هذه الشرارات الصغيرة قد تتحول إلى نار تضيء دروبهم، وقد تضيء دربي أنا أيضاً . لكن حين حاولت أن أجعل الحلم واقعاً، حين جمعت مجموعة من الطلبة في فاس سنة 2023، وجدت نفسي ...