المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, 2025

أنا الطِّفلُ...

صورة
ما الحبُّ إلا سقوطٌ عميقْ، إلى قاعِ بحرٍ يُناديني، ثمَّ يتركني في انتظارِ الغريقْ! وما الصبرُ إلا طريقُ العذابِ، يخطُّ على الروحِ نقشَ الشقاءْ، فلا هوَ يُطفئُ نارَ السؤالِ، ولا هوَ يَمنحُها الانطفاءْ! كبرتُ... وظننتُ الكِبَرَ خلاصًا، فإذ بي أرى الطِّفلَ كان الحكيمْ! وكيف لمن لم يَزلْ ناعمَ القلبِ، أن يحملَ العُمْرَ حِمْلًا أليمْ؟ وكيف أُصدقُ أنّي نضجتُ، وأنَّ الحقيقةَ غيرُ السرابْ؟ أنا الطِّفلُ... لكنَّ هذي الجراحَ، جعلتْني... أظنُّ بأني الترابْ! لقد كنتُ أحلمُ أن الكِبارَ، يعانقُهم ظلُّ ضوءِ النهارْ، ولكنني الآنَ أدركتُ أني، كبرتُ لأحيا، بلا اختيارْ! يُحاصرني صوتُ هذا النداءْ، يُصارعني حُلمُ هذا الفناءْ، فإن شئتُ أن أتبعَ العابرينَ، تجمَّعَ في القلبِ وَحْشُ البقاءْ! أنا الحربُ... أو قُلتُ: إني الهزيمْ! وما لي سِوى أن أكونَ الأسيرَ، وأمضي... إلى أيِّ دربٍ عقيمْ! ولكنني رغم هذا العذابِ، أخوضُ الجنونَ، وأبقى الحكيمْ! ك.ج

نشيد حب و ربيع

صورة
  أنا عصفورٌ لم يطرْ لم يدرِ ما خلفَ الشجرْ لكنهُ حتماً سيعلو حين يأتيهُ الربيعْ أحلامُهُ وردٌ و ماءٌ ونشيدُ حبٍّ لا يضيعْ يَلقَى فراشةً رقيقة يرنو لها، يجري سريعْ تُهديه من ضوء الصباحِ وتراقصُ الحُلمَ البديعْ في الأرضِ يحطّانِ يومًا ثمّ يطيرانِ جميعْ هيَ لا تخشى أنْ تفوتَ تعرفُ أنَّ العمرَ ريحْ لكنَّها تحيا بعطرٍ في القلبِ يبقى لا يزيحْ والعصفُورُ الحرُّ دوماً يبحثُ عن عِطرِ الخلودْ يرنو لِذاتِهِ في فضاءِ لا يحدّهُ قيدُ الوجودْ يا زهرةَ الفَصلِ الجميلِ يا حلمَ أيامي الطوالْ لا تترُكي العصفورَ وحْدَهُ كي يَنْشدَ الدربَ المِثالْ! ك.ج

ما للإنسان سوى صبره

صورة
ما للإنسان سوى صبره وإن ضاق صدرُهُ بالحياة فغموضُ الوجودِ سرٌ بهِ تفوقُ الحكايةُ في المعجزات نُحاولُ قسرًا نُعيدُ الدروب بفكرٍ تقادمَ، بوهْمِ الثبات نقولُ فهمنا، يقينًا بلغنا وفي العمقِ نحنُ كطفلٍ تَعاتى كأنّ الحقيقةَ في كفِّ نَاسٍ يُقَلِّبُها الوهمُ بينَ الجهات ودينٌ روَوهُ لنا منذ دهرٍ بأنّ كِتابَهُ سرُّ الحياة لكنَّ الزمانَ يُبدِّلُ فهمًا ويبقى السؤالُ مدى السنوات فهل نحنُ نعلمُ سرَّ الوجودِ؟ أم الكونُ يمضي، ونحنُ الفُتات؟ ك.ج 

كيف أصحو؟

صورة
  في الليلِ حيثُ تنامُ الحكايا، ويهمسُ ضوءُ القمرِ في دجاي، أجدُ نفسي، بلا قيدِ صبحٍ، ولا أعبُرُ الوقتَ نحوَ العناءِ. جاءَ الصباحُ يُناديني، لكنْ، كيفَ أصحو؟ وما ليَ في النورِ دارْ؟ إنَّ الضياءَ يُبعثِرُ روحي، ويطرُدُ عنِّي رؤى الانهيارْ. أغلقتُ عيني، وقلتُ وداعًا، لشمسٍ تحرقُ فيَّ الخلودْ، ودثَّرتُ روحي بظلِّ المساءِ، ففيه تسكُنُ حكمتِي، وتَسودْ. وحينَ تنامُ المدائنُ حولي، ويهربُ ضوءُ النهارِ المَريرْ، أشرقتُ، لكنْ بنورِ السوادِ، وصرتُ أنا… سيدَ المصيرْ. ك.ج

لأنه كائن وحيد...

صورة
  تريث... أيها العقل، لِمَ تركضُ خلف المنطقِ كأنهُ قدرُكَ المحتوم؟ هل تظنُّ أن الكونَ يسيرُ على خطاك؟ أنّ الأرقامَ تحصي الحقيقةَ وأن الحسابَ نهايةُ المعادلة؟ تمهَّل... أيها الحكيم، يا من ترسمُ للحياةِ مساراتٍ كأنها قوانينُ ثابتة، أتراكَ واثقًا أن الإنسانَ يحتاجُ توازنًا كي لا يسقطَ في دوامةِ ذاته؟ هيا... هدّئوا أصواتَكم، سأُخبركم بسرِّ كلِّ شيء... كلُّ ما يجري، يجري في إحساسِ كائنٍ أحسَّ بالخوفِ... لأنهُ كانَ وحيدًا. ك.ج

لقيتُ الحبَ

صورة
لقِيتُ الحبَّ في عالمٍ غابت فيه الألوان عندما لم يعد أحد يعرفه، كنتُ أنا من يبحث عن بقاياه، بين أحلامٍ ضاعت في زحمة الزمان . أخبرته: "قلبي، مذ بدأ ينبض، هو نبض الغرام، يعيش فيه الحنين، أنتَ يا حبّ، الأمل الذي لا يموت، لكنَّ العالم اليوم أصبح مجرد سراب ." نظر في عينيَّ، كأنَّ قلبه حكاية قديمة، قال لي: "اليوم، الحبُّ بات غريبًا، تتلاشى تفاصيله بين الرياح، وكل شيء أصبح لا معنى له ." لكنني كنتُ أقرأ في عينيه سرًا يتراقص بين نظراته كنجمةٍ سقطت من السماء، همستُ له : " لن أنسى أن ما يُحرك هذا الكون هو الحب، لا تنسى أن الحُلم يظلَّ حيًّا، والجمال في هذا العالم، لا شيء سواه ." ثم ابتسمَ، كشمسٍ تغرب خلف الأفق، قال لي متسائلًا : " أخبرني، من هي حبيبتكِ؟ أعدك أنني سأحضرها لك، حتى لو كانت قد رحلت إلى عالمٍ من اللامكان، حيث لا وجود، ولا زمن ." قلت له : " أنتَ يا حبُّ، مثل الريح في الصباح، تأتي، وتذهب، لكنك تترك أثرًا، وحتى لو كانت هي في عوالم غريبة، سأظلُّ أنتظركَ أن تُعيد لي الدروب، أنتَ الأمل الذي لا يُمحى، وأنتَ السب...

ضفادع الماضي

صورة
كدت أرى الضوء كيف هو بطيء، كدت أرى الصوت كحجرة تجلس عليها ضفادع الماضي، كدت أرى أصل كل شيء... حتى صرت أشك في أنني إنسان يمشي على ظل الحدود، حدود الإدراك وفهم ما يجري على مدى ما لا تراه عين الجاهلين . لطالما شعرت بأنني فيلسوف القرن الواحد والعشرين، كل الكتب التي قرأت وكل الناس الذين تحدثت معهم... جعلوني أفقد ثقتي في نفسي حتى قلت: ربما أنا لست ابن هذا الزمان . لا شيء أحبه سوى كلماتي، وقلمي الذي كتبت به مستقبلي... لا شيء يمكن أن يوقف نبض حياتي سوى أن أفقد قاموسي... وما قاموسي؟ قاموس الحب والوفاء . إنني كارل جبران... شاعر عصر الذكاء والاصطناع... شاعر التحمت موهبته بما وصلت إليه تقنيات العصر الذي أنتج الماء والهواء... العصر الذي نسي فيه الجميع أن للشاعر مكانة، حتى وقفت على منصة العالم. سمع العالم قصائدي وقال: أنت لا يمكن أن تكون إنسانًا . ك.ج

تعال نرقص يا قلبي

صورة
  تعال نرقص، لا تبكِ يا قلبي الريحُ تعبرنا، نحن الذين وقفنا طويلاً على حافةِ الحلمِ مدَّ لي يدَك، كي نعيد الطريقَ إلى دربنا الأولِ كم نبتنا هنا، كم مددنا خطانا إلى الوهمِ ولم نصلِ تعالَ نحلم، ما زال في العمرِ شيءٌ نُضيئهُ بالمحالِ ما زال في الضوء متَّسعٌ للخيالِ تعالَ، سنكتب فوق السماءِ أسامينا التي ضاعتَ بين الرمالِ وإن لم تكن لي طريقًا، سأمشي إليَّ وإن لم تكن لي رفيقًا، سأحمل روحي كأنشودةٍ في يديَّ فلا الليلُ يُرعبني، لا الفراغُ الكبيرُ أنا والندى والهواءُ الطليقُ سنمضي بعيدًا... ونُبصرُ فجراً جديداً ك.ج

طفل الريح

صورة
هكذا أمشي يا دنيايَ لا أدري أين المَسْعَى كلُّ الدربِ خُطًى تَتْبَعُ أقدامًا كانت مِن قَبْلِي تَسْعَى قالوا لي: كُنْ مثلَ الراحلِ وازرعْ أحلامًا كالأجدادِ لكنْ روحي كانت تسألُ مَن أعطى الأمسَ قيادِي؟ يا سَماءُ، أما مِنْ سِرٍّ غيرَ الماضي فيكِ يُضيءُ؟ هل خُلِقَ الإنسانُ لِيُبنى في قالبِ غيرِهِ ويُسِيْرُ؟ ألمحُ في النجمِ مساراتٍ لم يَسْلُكْهَا قلبٌ قَبْلِي فلماذا يَسْجُنُني الوقتُ ويُعيدُ الماضي في ظِلِّي؟ قالوا: اِحملْ إرثَ العُمرِ واحفظْ تاريخًا لا يُمحى لكنّي طفلُ الريحِ، سأحيا حُرًّا، لا أَخْشى مَنْ أَخْشى لا أرضى أنْ أُوْرَثَ دربًا لا أرضى أن أُسجَنَ حلمًا أُريدُ سماءً مِنْ نَجْمِي وأُريدُ الدنيا كما أَفْهَمُ أصرُخُ في وجهِ الأيّامِ لستُ سجينًا في أوهامِ إمّا أن أحيا حرًّا أو أَدفِنُ وجهي في الأَحْلاَمِ أحملُ شمسًا في أَحضاني وأراني فجرًا في زَمَاني لستُ بظلٍّ يُعيدُ الماضِي أنا شوقٌ للحُرِّيَّةِ دَانِي طفلُ الريحِ أنا، لا أُحبسُ موجًا في شطٍّ أو ساحِلْ أنا نغمةُ قلبٍ تُغْرِدُ تُرْفرفُ فوقَ المستَحِيلْ سأمضي، لا شيء يُوقِفُني سأنحتُ دربي بِيَدِي سأكونُ الحُرَّ، سأكتبُني قصَّةَ طفلٍ ...

نجحتُ؟ وما كان للنجحِ شأنٌ

صورة
نجحتُ؟ وما كان للنجحِ شأنٌ إذا لم أكن في طريقي أنا إذا كنتُ أجري، أسابقُ غيري وفي كلِّ شوطٍ خسرتُ الأنا فما الجدوى إن كنتُ ظلَّ سوايَ وما ليَ في الأرضِ خطٌ ولا نجاحي هنا، أن أكونَ بذاتي وأن لا أكونَ صدىً أو صدى أنا وعيُ كونٍ يُطلُّ بعيدًا يضيءُ الدروبَ، ويرسمُ الرؤى أنا فكرةٌ حرةٌ، لا تُباعُ ولا تُشترى مثلَ عبدٍ خوى أنا الموجُ، لا شاطئٌ يحتويني ولا صخرةٌ تكبحُ المدَّ لا أنا الريحُ تهتفُ: كُنْ ما تشاءُ ولا تكترثْ للعُلا أو الدُّنى فلا المجدُ يعني ارتقاءَ القصورِ ولا الفقرُ يعني سقوطَ المُنى نجاحي بأن لا أخافَ الخطايا ولا أرتدي وجهَ خوفٍ كرى بأن لا أُعلّبَ حلمي الصغيرَ وألقيهِ في جُبِّ ماضٍ جفى بأن لا أكونَ ابنَ ذوقِ الجميعِ ولا عبدَ رأيٍ يرى أو يُرى نجاحي بأني أنامُ قريرًا ولا أتحسّرُ: ترى، لو فعلتُ؟ بأن لا أقولَ: طريقي طويلٌ وغيري وصلْ، فمتى لو وصلتُ؟ أنا لستُ رقمًا يُضافُ لقائمةٍ ولا دربَ غيري سلكتُ وسرتُ أنا نورُ ذاتي، أنا المستحيلُ إذا شئتُ، يومًا، أكونُ وكنتُ! ك.ج