أَرحمُ من الأرض
أنا أرحمُ من هذهِ الأرضِ، لكنني
كُلّما مِلتُ نحوَ العطاءِ احترقتُ...
أنا من يفتحُ القلبَ للمارّ، يُنصِتُ
للهمسِ في شفتيهِ،
وحينَ استدِيرُ أعودُ وحيدًا
كأنَّ السماءَ نَسَتني هناكْ...
وإنِّي أرى العُمرَ يمضِي
كنهرٍ يُريدُ الوصولَ ولا ينتهي،
وأرغبُ لو أنَّ أحدًا يَحنُّ علَيَّ،
كما كنتُ أحنُّ عليهمْ،
كما كنتُ أسمَعُ في الليلِ صوتَ البكاءِ
فأُطفئُ في صدرهم كلَّ نارِ العَناءْ...
ولكنني، آهِ، أنسَى،
أعودُ إلى ذاتيَ المُنْهَكَةْ،
أُسائلُ هذا الفضاءَ الكبيرَ:
"لماذا يَعيشُ الذي يَرحمُ الناسَ دونَ احتِرامِ الحَيَاةْ؟"
وأعلَمُ أنَّ الحَيَاةَ
إذا ما أرادتْ، تَكونُ إلهْ.
ك.ج