مسرحية قصيرة _ واش الخير يختارني؟
المسرح مظلم، صوت خطوات تتردد، ثم يظهر ضوء خافت على الشخصية وهي جالسة على كرسي وسط الخشبة، ينظر للجمهور، يصمت للحظات، ثم يتحدث.
البطل: (ينظر يمينًا
ويسارًا، يضع يده على فمه وكأنه سيفشي سرًا) وااالو، غير أنا هنا؟ (يضحك)
ها العار شي حد يجاوبني، واش أنا بوحدي ولا كاين شي واحد آخر؟ لا، لا، راه
أنا بوحدي، ولكن واخا بوحدي كاين معايا شي حد… أنا… وداكشي اللي كيعيش معايا
فالراس… الخير ولا الشر؟ (يصمت، يغير نبرة صوته) أنا جيت؟ ولا جابني
شي حد؟ لا لا، جيت براسي… ولكن، شكون اللي جابني؟ الخير؟ ولا الشر؟ واش أنا ولد
الخير ولا الشر طلقني فهاد الدنيا وقال ليا: "سير داويها"؟
ينهض، يخطو
خطوات ثقيلة، كأنه يحمل عبئًا، ثم يتوقف فجأة وينظر للجمهور باندهاش
شوفو، راه أي إنسان تربى على: كون مزيان، دير الخير، راك مسؤول… ولكن واش الخير ساهل؟ إيوا دير الخير دابا، شوف واش غادي يبقا فيك شي خير! (يصمت) الخير ولا الشر بحال جوج خوت كيخبطو على بعضهم فالقلب… ها واحد كيشدك من هنا وكيقول ليك: "كون زوين"، ولاخر كيزقزق فودنيك: "وخا تكون زوين، راه ماشي كافي"
يجلس على
الكرسي، يضع رأسه بين يديه، ثم يرفع رأسه وكأنه وجد إجابة
واااااالو،
ديما هاكا... أسي حكيم ! راحنا الخير والشر مع بعض، راه شي نهار كتصبح ولد الناس،
وشي نهار كتصبح باغي تشري دماغك وما تعاودش تهضر مع حد… ولكن، علاش أنا واقف هنا
كنحكي ليكم هادشي؟ ربما حيث بغيت نعرف…
يقترب من
الجمهور
واش نكمل ندير
الخير؟ ولا نخليه؟ ولا الخير هو اللي يختارني؟ (يضحك) هااا العار، يلا كان
الخير هو اللي كايختار، علاش مازال ما طلق عليا شي سلام وقال لي: "صافي
راك مزيان"؟
يطفئ الضوء
تدريجيًا، مع صدى آخر جملة تتردد في الظلام: "واش الخير يختارني؟"، ثم
ستارة.
ك.ج