ترميم الشمس


مرَّ الوقتُ، طال كحبلِ سرابْ

يُمدُّ، يُمدُّ، ولا ينتهي

أُحصي الظلالَ على جدراني، أُطعمُها من وَهَجِ السؤالْ

ليلتانِ كابيَّتانِ، غارقتانِ في نَفَقِ الظنونْ

كنتُ وحيدًا كغيمةٍ تائهةٍ، كوترٍ مشدودٍ بلا أنينْ

أحبسُ خطايَ، وأحبسُني،

أُدرِّبُ الوقتَ كي يُنسيني الحياةْ

 

لكنَّهُ الصبحُ الآنَ

يُلقِمُني الضوءَ كما تُلقِمُ الأمُّ وليدَها الصغيرْ

تتسلَّلُ الشمسُ من شقوقِ النافذةِ، تُعيدُني إليَّ

تُذيقُني شيئًا يشبهُ الدفءَ في أعماقيَ المُتجمِّدةْ

أشربُ قهوتي

مرَّةٌ كرحيلي عن ذاتي، ساخنةٌ كعودتي إليْها

 

وها هوَ الحظُّ يطرقُ بابي، يبعثُ لي رسولًا من موسيقى

إشعارٌ على هاتفي: حفلةٌ في مسرحِ رياضِ السلطانْ

وكأنَّ شيئًا كونيًّا بدأ يتنفَّسُ داخلي،

وكأنَّ الليلَ انحنى يهمسُ لي: انهضْ… فالمكانُ لكْ!

 

سأذهبُ إذنْ،

حينما تشبعُ شكوكي من يقينِ الشمسْ

حينما أُرمِّمُ ما تصدَّعَ في روحيَ من بردِ الأسئلةْ

حينما أتذكَّرُ،

أنَّ في الضِّياءِ وطنًا،

وفي الموسيقى،

حياةْ.


ك.ج

أكثر التدوينات قراءة

ظل زيتونة

دائرة الزمن

مفهوم الجسد عند ديكارت

مسرحية قصيرة _ واش الخير يختارني؟