المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, 2023

وداعا فاس

صورة
  لا يهم هل تعرف المغرب أو لا، ولكنني متأكد من أنك تعرف مدينة فاس، أشهر و أقدم المدن في تاريخ المغرب، قبل مئات السنين، كان طلاب العلم يأتون من كل نواحي العالم للدراسة في جامعة القرويين ، كان التجار يأتون إلى هذه المدينة لاقتناء جوهر فاس من نسيج و عطور و ملابس ذات جودة عالية…و الآن، صار سياح العالم الواسع يعرفون فاس، يأتون إليها لاكتشاف سبب صمودها كل هذه القرون… إن فاس تجربة بحث عن ذات، ولكن للأسف هذه التجربة ليست للجميع، ففي نظري، أن تعيش في فاس يعني أن تكون قادرا على رؤية ما مخفي وراء جدران المدينة القديمة: المعرفة.  جئت إلى الفاس، لأعمل ولكن الدافع الحقيقي أ ن أكتشف ذاتي على أرض تحدث عنها اتاريخ بطريقة مختلفة… ليس بلغة السياحة و لكن بلغة الفلسفة و التاريخ… الوحدة و الإبداع  كشاب في عمر 29، سن القرارات الكبيرة و التغيرات الملحوظة في حياة الإنسان، حينما حطت قدمي لأول مرة في المدينة، كنت أقول: هنا سأبني مستقبلي، سأتزوج، أبني بيتا و أعمل في مشاريع تفيد المدينة ، ولكن و الأيام تتراكم وجدت صعوبة في إنشاء علاقات خارج علاقات العمل، فقررت أن أبقى وحيدا، بين المنزل و العمل و أحي...

الخيال: لماذا ليس له حدود؟

صورة
إذا سألتك : ما هو الممكن؟ فهل ستستلهم جوابك من الخيال؟ أم من الواقع؟ أم هما معا؟ و إن أردت ان أكون دقيقا في السؤال، و سألتك : هل في نظرك، الممكن  جوهره الخيال؟ أم الواقع؟ أم هما معا؟  ربما سيعيدنا هذا السؤال إلى الجدال الكلاسيكي الذي عرف في عصر الأنوار، قيمة العقل و تحدي الخرافة...فلطالما اعتقد الفلاسفة القدماء أن هنالك فرق بين الخيال ( سأتجرأ و أربطه  بمفهوم الميثوس أو الخرافة) و في مقابله يمكن ان نستخدم كلمة اللوغوس تعبيرا عن العقل الذي يمثل التعامل الصحيح مع الواقع… كلمات أولى  في هذه المقالة أريد أن أستريح... فلطالما كنت أكتب مستلهما أفكاري من ألاحظه في الواقع... بيد أن اليوم، و لأنه عيد ميلادي التاسع و العشرين، أحب أن أكتب بطريقة توليدية…( ربما هي أفضل كما استخمها سقراط في الحوار، لكنني أريد أن أجرب جوهرها في الكتابة، أقصد تقينة التساؤل المستمر…)  قبل أن أبدأ في تحرير أفكاري و كل هذا الجدال بين الواقع و الخيال، أحب أن أذكرك بأن لا تحكم على كتاباتي... لأنني بدأت الرحلة اكتشافا لمفهوم التعلم، و هذا بطبيعة تخصص دراستي و عملي...لكن و تراكم المقالات التي أكتب كل...

حظا موفقا

صورة
كيفما كانت عقائدك في الحياة وكيفما كان تعريفك لمفهوم الحظ، فقط أرخي كل تفكيرك ولنحاول أن نتفلسف معا في هذه المقالة ولنفترض معا أن الحظ ليس إلا تربية وتعلم أكثر من اعتباره شيئا ما ميتافيزيقي يحدث لأشخاص دون أي قواعد مفهومة... فالحظ في الأدب لطالما كان شروق فرصة دون إدراك السبب والمعنى وراءها ...فإن كنت محظوظا فاستغل الفرصة، أليس هذا كل ما نعرفه عن الحظ؟ حظا موفقا لماذا نتمنى الحظ لبعضنا البعض؟ ما الجيد في أن تكون محظوظا؟ هل هو ما ذكرناه في البداية؟ حقيقة أن تأتيك فرصة وأنت لم تكن في انتظارها؟ أو كنت على وشك أن تسقط في أزمة وفجأة كأن شيئا لم يحدث؟ ألهذا نحب الحظ ونتمناه لأنفسنا ولبعضنا البعض؟ من وراء الحظ؟ في نظرك؟ أ هو الله؟ أم لا شيء وراء الحظ؟ مجرد عبث وفوضى؟ أو...ربما الحظ قاعدة كونية؟ يستحقها الذين أرواحهم في سلام مع الكون؟ هل نتعلم أن نصبح محظوظين؟ ما رأيك؟ هل سبق أن قرأت كتابا؟ أو تابعت درسا في مدرسة في كيف يمكن أن تكون محظوظا؟ أو لا أدري شاهدت فيلما أو تابعت رحلة اكتشاف ما مع شخص تعرفه أو في عائلتك علمك كيف تكون محظوظا؟ لا أدري... أخبرني؟ كيف تفكر في الموضوع؟ في نظر...

ماذا ستفضل: أن تسمع المذياع على تل أم أن تندمج في عالم موازي عبر الميتافرس؟

صورة
  كلمات افتتاحية كان أول ما تعرفت عليه في عالم تكنولوجيا التواصل هو المذياع، و كان ذلك في مرحلة الطفولة ما بين سنة 1994 و 1999، أتذكر أن كل فرد من أفراد عائلتي، خصوصا الكبار في السن، كان له مذياع خاص به و أحيانا مذياع كبير الحجم دائما ما يوضع في مكان يستقطب ترددات الراديو جيدا، نجتمع حوله في الليل لنسمع الأخبار او نتابع سهرة ثقافية ، لقد كان المذياع قلب المنزل. الحقيقة أن هذا الصباح، وأنا أتمشى نحو العمل، شعرت بالملل ، قمت بتشغيل الراديو في هاتفي وبدأت الاستماع ، أتمشى و أستمع حتى دخلت في شرود فريد، شعرت بالحنين للتل الذي كنا نجلس عليه أنا وأفراد عائلتي لنسمع أغاني أمازيغية قديمة و في الوقت نفسه شعرت بالفضول إلى عالم جديد يكتسح العالم أكثر من التلفاز و من الأنترنت و الويب 2، إنها عروس القرن 21: الميتافرس. الراديو: متعة الإنصات  لا أدري كيف كان يفكر جيل البشر قبل اختراع الراديو، ولكن في نظري، يوم اختراعه، كان البشر آنذاك في حيرة واندهاش، فقد صار بإمكان أي واحد في أي مكان أن يستمع إلى شيء من الصعب أن يسمع له لولا سحر الراديو... الحقيقة أن هذا الاختراع حافظ على تأثيره حتى يوم...

خلقنا لنتمشى

صورة
  لا أتذكر متى أول يوم تعلمت فيه المشي، لكن هذا اليوم كان مهما في مصير فلسفة المشي التي أحب أن أكتب عنها مقالة اليوم... ما قيمة الحياة إذا كنا لا نستطيع أن نتمشى؟ أن نتحرك على هذه الأرض الواسعة؟ نستنشق الهواء و نفكر في أحلامنا و ما يسعدنا في الحياة؟ أعتقد أن المشيء فلسفة، نوع من التفكير المتحرك، حيث العقل يرمي هذه الفكرة و يأتي بأخرى، يراقب ما يحدث وقت الحركة و يتخايل ماذا يمكن أن يفعل؟ ربما قرار يجب أخذه أو رغبة يجب التفكير في كيف يمكن تحقيقها؟ و أحيانا يمكن أن تكون هذه الحركة سببا قويا في اختراع ألة، قصيدة أو مثل هذا المقال. لماذا نتمشى؟ هل سبق أن تساءلت حقا لماذا المشي؟ أقصد، ماذا يمكن أن نتعلم من حكمة المشي؟ غير ما نعرفه جميعا، حركة عضلات و دم يجري و أرجل و "من نقطة أ إلى نقطة ب"... لا أدري ...  لكن سؤال "لماذا نتمشى؟" في نظري، أهم من سؤال: لماذا الكائنات البشرية تعيش في كوكب الأرض؟ و ما هو مصيرها؟"  وهذه هي حججي: أولا، خلقنا لنتمشى الكائنات البشرية هي مجموعة من المشاة المبدعين الذين جالو كوكب الأرض كصيادين و قاطفي ثمار... المشي هو أصل البشرية...الحركة...ال...

كيف يصبح الكاتب كاتبا؟

صورة
  ماذا يفعل الكاتب خلال يومه؟ هذا السؤال ربما كنت طرحته في وقت من الأوقات، ربما بعد إعجابك بمفكر أو روائي أو مسرحي، تساءلت و نفسك حول نمط حياته... فكيف يعيش الكتاب؟ و من أين يستلهم الكتاب أفكارهم، قصصهم و تحليلاتهم للواقع بطريقة إبداعية؟ سيكون نرجسيا إن اعتبرت نفسي كاتبا؟ و تحدثت باسم الكتاب؟ ربما هذا ما سيجول في خاطرك؟ كأنه تطفل على الميدان؟ أو تحليل لا يقوم على أساس التجربة... وهذا أمر طبيعي، فأنا ليس عندي أي كتاب منشور... بيد أنني أكتب كل يوم... فهل سيكون ممكنا أن أتحدث باسم الكتاب في هذه الحالة؟ الكاتب و ما بعد القراءة الكتابة تتعدى النشر و لكن القراءة تستلزم عملية النشر...يمكن أن نبدأ قصة الجواب من هذا التناقض، بين القراءة و الكتابة... فلا يمكن أن نفهم الكتابة كنمط حياة إذا لم ندرك في البداية الفرق بين الكتابة من أجل النشر و الكتابة من أجل الحياة. في نظري الكاتب الذي يعيش فلسفة الكتابة في حياته هو الكاتب الذي لا يكتب هدفا في القراءة، بيد أنه يكتب هدفا في اكتشاف الحقيقة التي تحوم حول التحديات التي تدفعه للكتابة. فالكاتب هو ليس مجرد عمل إبداعي، ولكن اجتهاد فكري من أجل حل...

البحث العلمي والطلبة: الخوف من البلاجيا أم الجرأة على الإبداع؟

صورة
  أحيانا أتسائل: كيف يمكن للطالب أن يكتب ورقة علمية جيدة؟ هل الأستاذ هو الذي يحدد الفرق بين الورقة العلمية الجيدة أم الطالب؟ أم من بالذات؟ أتذكر أيام دراستي في الجامعة، كنت أسمع قصص بعض الطلبة الذين فعلوا المستحيل ودائما أوراقهم العلمية وبحوثهم تعاد إليهم من طرف أساتذتهم: كل هذا منقول. فيبقى الطالب يصحح ويعيد الصياغة ويغير الكلمات، لعل وعسى تصبح ورقته ملائمة و تتوافق مع العناصر التي ينبني عليها تقييم الأستاذ، و بالمناسبة كيف يصحح الأستاذ ورقة علمية؟ على ماذا ينبني نهجه؟ و كيف يمكن أن يكتب الطلبة أوراقا علمية خصوصا في مجال العلوم الإنسانية بطريقة فيها كفاءة، ثقة بالنفس و أيضا إبداع؟ بداية، ماذا نقصد بالبحث العلمي؟ لا أريد أن أبدو فاهما في الأمر أكثر من اللازم، ولكنني مررت بالتجربة وأعرف معنى البحث العلمي خصوصا في العلوم الإنسانية، هنالك مشكلة بحث، لاحظها الطالب في مجال دراسته أو بطريقة سهلة الأستاذ يقوم بتقديم بعض مشاكل البحث للطالب لكي يقوم ببحثه فيها. والسؤال كيف يتم البحث؟ الأمر بسيط هنالك منهجية بحث علمي، العالم جله يتفق عليها. نبدأ بتحديد موضوع البحث ومشكلته، أهدافه، وإ...

لماذا يصعب التحرر من الرغبات؟

صورة
حينما نرغب شيئا، كأننا نشعر بأن بدونه لا يمكن أن نكون بخير، نبقى متوترين والبال لا يرتاح حتى نحققه، و حين نفعل، نشعر بأن الرغبة قد أشبعت و العقل يتساءل: ماذا بعد؟ و هنا توجد الحكمة وراء الرغبة، أنها وهم... أكذوبة... و الأساسي في نظري ليس العمل على تحقيق الرغبات و لكن التحرر منها في مرة. ما المغزى من متعة الجنس؟ ما المغزى من متعة ركوب سيارة؟ وما المغزى من تدخين لفافة حشيش أو ... لا أدري ما هي الرغبات التي أنت الآن تفكر في تحقيقها؟ إن تعريف الرغبة يحمل الكثير من التناقضات، و بعيدا عن الفكر الفلسفي أو التحليل النفسي للرغبة، يمكن أن نأخذ خبرة كل فرد سائد و عادي في الحياة كمرجع و نقدم تعريفا عاما للرغبة و لكين تعريفا مستفزا لنا جميعا، إن الرغبة هي حينما لا يجد الإيغو داخلنا بما يشغلنا ثم يجعلنا نتخايل أمورا رائعا ليست بين أيدينا الآن... ثم يدفع بنا إلى تحقيقها بطريقة أحيانا تتعدى الحدود العقلانية إلى ما لانهاية من المحاولات المبنية أساسا على الغريزة و العاطفة. والأمر غريب حقا، لطالما اندهشت ولا زلت أندهش من نفسي قبل الآخرين، لطالما دخلت في حوارات داخلية و ذاتي، أحيانا أشعر بأنني في رغ...