مقتطف من رواية آخر أيام عاشق متمرد يسردها الخيال

كاتب
التسامي 
كسجـين، ويا ليته كان كذلك!  لا يخرج من الغرفة،  كعادته، لا زال جالسا على الكرسي، مستمعا للموسيقى نفسها، يحاول أن يكتب شيئا جديدا، لكن التفكير الوجودي لا زال مهيمنا عليه أكثر من التفكير الذي يخوضه في الكتابة، قال في صمت: " تعتبر اللغة نفسها قوية في التعبير عن الأفكار، لكن حينما يحين دور الأفكار التي لا تعيش على الأرض، تتوقف اللغة، فهنالك افكار كثيرة تخترق ذهن الإنسان الحر، حيث تهرب اللغة، تغيب في مرة، فلا يمكن آنذاك ترجمة هذه الأفكار على الورق، تبقى داخل الذهن، و أحيانا لصعوبة تحملها، تفر هيَ أيضا هاربة إلى الخارج الكوني، هل سيبقى الإنسان هكذا؟ منتظرا وحي لغة أكثر قوة أن ينزل؟ لا بد له من فعل شيء قبل أن يفوت الأوان.."

أشعـل السيجارة، بعدما أحضر له صديقه الذي يقطن معه في البيت فنجان قهوة، سأله هذا الأخير عن مستجدات أعماله، فأجابه كدائما:" لا زلت في البداية، أنت تعلم أن البداية ليس من السهل إنهاؤها.."

لقد كان يحاول أن يعمل على أطروحة فريدة من نوعها، اختار لها كعنوان "التسامي على البنى السيكو ــــ سوسيولوجية كتحدي إنساني لتحقيق التفاعل الوجودي بين الأفراد".

يحاول في هذه الأطروحة واستنادا إلى علم النفس الاجتماعي، أن يبين بأن الإنسان المحتم عليه الخضوع للتفاعل الاجتماعي مع الآخرين، الذي يتميز بهوية نفسية خاصة، يستطيع التمرد.. محققا تفاعلا وجوديا يتسم بتخطي المشكلات بروح كونية، يحب الآخر بإنصاف شامل.

يعتقد أن هذه الطريقة ستجعل العالم يدخل في تجربة جديدة، تذهب به إلى نوع جديد من التواصل الإنساني، يتحكم إلى العقل، أي الفهم العقلاني لحالة الفرد في علاقته مع الفرد الآخر.

لا زال الأمر يبدو لي غامضا. بالنسبة له؟ لم يجد اللغة بعد كي يبعر بطريقة جيدة عما يخوض في عقله من أفكار تجاه هذا الموضوع.

لا زال يفكر، لا زال يدخن، وبين الفينة والأخرى يترشف القليل من القهوة، يشعر بالبكاء لكنه لا يبكي، يشعر برغبة في الموت لكنه ليس مستعدا لذلك بعد، لا زال مؤمنا بأنه سيقضي أياما أخرى لعله يكتشف المنفذَ...

لقراءة الرواية ، المرجو الاتصال بنا على الرابط التالي