كصخر نسيه الزمن

 ارتميت على حضن العبث، منهكًا كمن فقد آخر جهة في روحه.

كنت أظنه سيضمني كأبٍ عجوزٍ تعب من لعن أبنائه،

لكنّه ظل بارداً كصخرٍ نسيه الزمن على قمة جبل لا يُؤنسه سوى الريح.

لم أشعر بأي دفء.

لم يربت على وجعي، لم يهمس بشيء، لم يقل لي "ابقَ"...

فهمت متأخرًا أنني لا أنتمي إليه، ولا هو يعترف بي.

رغم ذلك، لم أتحرك.

بكيت...

بكيت كأن البكاء وطن مؤقت،

وكنتُ أؤمن أن دموعي ستتسلل إلى عظام الأرض،

تسقي بذورًا خامدة في عمق ذلك الحضن البارد،

علّ شيئًا ينمو…

غصن، نبتة، فكرة، عذر، أي شيء يخرجني من هنا.

لكن لا شيء نبت.

فقط ظللت أبكي.

وكانت دموعي تسيل، تسيل،

حتى نسيت كيف يتوقف البكاء.

وابتلعني الأبد،

كأن العبث لا يريدني… لكنه لا يعرف كيف يلفظني.

ك.ج 

تعليقات

أكثر التدوينات قراءة

مفهوم الجسد عند ديكارت

ينمو التفكير في عقل الإنسان: المقالة العاشرة و الأخيرة ( أفكار فلاسفة ما قبل سقراط/ السفسطائيون)

ينمو التفكير في عقل الإنسان: المقالة الثامنة ( أفكار فلاسفة ما قبل سقراط/ أناكساغوراس)

كانط في المستقبل و نصوص أخرى

ينمو التفكير في عقل الإنسان: المقالة الثانية ( أفكار فلاسفة ما قبل سقراط/ فلاسفة الطبيعة)

ينمو التفكير في عقل الإنسان ( المقالة الأولى " نحوَ فلاسفة ما قبل سقراط")