دمعة خلف الهدية
كلما مددت يدي بالعطاء، وقذفت شيئاً من نور قلبي في ظلمة الأيام، وجدت نفسي واقفاً أمام مرآة الآخرين...إن قالت المرآة: "هذا لا يكفي"، شعرتُ وكأن نهراً عظيماً جفّ في داخلي...وإن قالت: "أحسنت"، أضاءت في روحي شمعة، لكنها سرعان ما تنطفئ حين يسكنني السؤال: هل فعلتُ ذلك حقاً لأجلهم، أم لأرى صورتي مشرقة في أعينهم؟
العطاء والجرح
إنني حين أعطي، أهب ما يفيض من قلبي، ولكنّ القلب جريح...الناس يطلبون الكمال في هديتك، ولا يرون الدمعة المختبئة خلف ابتسامتك....ولأنّهم لا يرون، يظنون أنك قصّرت...أما أنت، فتعود إلى نفسك مثقلاً، كأنك لم تفعل شيئاً. وهنا يولد الحزن.
ما يكفي وما لا يكفي
ليس في وسع إنسان أن يكفي إنساناً آخر، فالحاجة في قلوبهم بحر لا قرار له...كل ما نفعله ليس إلا قطرة، فإن رأوها صغيرة، غابت عنهم أنها خرجت من أعماقنا....وإن رأوها عظيمة، نسوا أننا أعطيناها ونحن عطاشى...فلا تزن نفسك بمقياسهم، ولا تزن حبك بموازينهم؛ فالحب الذي لا يُحسب هو وحده الحب الصادق.
ما العمل؟
اعمل ما يولد من قلبك، ودع الحكم لسماء أوسع من قلوب البشر...افرح بما صنعت، ولو لم يُرَ، فالنور لا يحتاج إلى شاهد ليكون نوراً....واعلَم أن الكفاية وهم، وأن العطاء الحق ليس أن تملأ قلوب الناس، بل أن تُنقّي قلبك من الظمأ إلى رضاهم....حين تفعل ذلك، لن تسأل: "هل يكفي؟"بل ستبتسم وتقول: "لقد فعلت ما يشبهني، وما خرج من أعماقي، وهذا يكفيني."
ك.ج
تعليقات
إرسال تعليق