نحو نور لا يزال غائمًا
اتصلت بأبي... أو لم أفعل.
اشتقتُ لأمي... أو لم أفعل.
ساعدتُ أخي أو أختي... أو تجاهلتُ النداء.
أجبتُ اتصالات العائلة أو تركتُ الهاتف صامتًا... ما الفرق؟
أشعر أن الحياة تجري كجدول لا وجهة له، وكلما حسبتُ أنني أملك الدفّة، أدركتُ أنني
مجرد عائم فوق سطحها، أقاوم الغرق بحركات حفظتها منذ الطفولة.
ربّوني على أن أقول "نعم" لكل شيء:
نعم للمناسبات،
نعم للواجبات،
نعم حتى للأشياء التي لا تشبهني.
أما "لا"... فقد جاءت متأخرة، ضعيفة، ترتجف على شفتي كطفل
ضائع.
عملتُ... أو لم أعمل.
درستُ أو أجلت الدراسة.
أحببتُ أو اكتفيت بالخيال.
انتظرتُ أو تجاهلتُ المواعيد.
أعطيتُ... أو أمسكتُ يدي.
هل تغيّر شيء؟
كل شيء يسير في اتجاه واحد،
نهاية لا مفاجآت فيها،
ولا خروج منها،
كأنها لعبة وضعت قواعدها من قبل أن أولد.
أحاول أن أكتب، لا لأُبدع، بل لأتسلّل نحو بقعة من اليقين.
أحاول أن أضع إصبعي على نبض الحقيقة،
ولو للحظة...
لحظة تمنحني الإحساس بأن ما أفعله،
مهما بدا تافهًا، له ظل من المعنى.
أنا تائه بين المعنى... وضرورته.
تائه بين الحرية... وحتميّتها.
ولا أدري:
هل أبحث لأنني حقًا أريد، أم لأن البحث بحد ذاته مهرب؟
المال؟
فكرة... مجرد فكرة.
ألهث وراءها، تمتلئ يدي، لكن الشعور بالنقص يبتلعها،
فأتسائل: هل كنت أبحث عن المال، أم عن شعور بالأمان؟
الجنس؟
رغبة... نعم.
إثارة... ربما.
لكن بعد الانطفاء، يتسلل الندم،
كأنه يهمس في أذني: هل كان هذا ما تبحث عنه؟
أم أنك فقط تهرب من الوحدة؟
أم أنك تهرب من نفسك؟
أنا لا أدري...
حقًا، لا أدري.
لكنني أكتب، لأن الكتابة ربما تحملني خطوة واحدة فقط،
نحو نور لا يزال غائمًا،
نحو معنى لا زال يرفض أن يُقال...
ك.ج
تعليقات
إرسال تعليق