حواريات مارتن و كارل: بيت في الذاكرة
حوريتان تائهتان في لوحة مرسومة بأصابع طفل
عبقري ومشوش، مارتن وكارل، يحومان حول بيت بني، ومربعات بألوان التعليم الإجباري.
مارتن:
هل هذا بيت؟ أم استعارة معماريّة لاحتباس الحلم؟ سقف مائل مثل ضمير معلم رياضيات، وجدار بلون الشوكولاتة التي لا يأكلها أحد.
كارل ينفث من فمه دخانًا غير موجود:
بل
هذا بيت الأسرة المتوسطة… غرفة للأمل، وأخرى للمقارنة، ومربعات نوافذ تكشف كيف
يُوزَّع الحب بالتساوي بين الأطفال والمواعيد النهائية.
مارتن:
وهذا الطريق المربّع، هل يؤدي إلى خلاص ما؟ أم أنه مسار تطوير الذات في دورة على الإنترنت: "كيف تصبح أكثر فوضى وأنت ترتّب سريرك"؟
كارل:
أراه طريق التنمية البشرية، وردي في البداية،
أزرق في المنتصف، وأنت تمشي عليه متوهماً أن النهاية ليست محيطاً من اللا جدوى.
مارتن:
انظر للمربعات، يا كارل. ألوانها تشبه خزانة ملابس دولة فاشلة: أصفر غامق بلا شمس، أزرق بلا
بحر، وردي بلا رومانسية… فقط تخطيط مركزي وميزانية تلوين.
كارل، يضحك بمرارة:
وهذا المربع الصغير في الأسفل، عند تقاطع
الطريقين، أظنه مقر الحكومة. كل شيء يصب فيه، ولا شيء يخرج منه سوى القرارات
المبللة بالحبر البني.
مارتن:
نعم، مقر صنع القوانين: حيث تُخلط الألوان
بالأكاذيب، وتُمرّر الموازنات تحت الطاولة الهندسية.
كارل، يتأمل اللوحة:
هل نحن جزء من هذا؟ هل نحن الطباشير نفسها؟ هل
سنُمحى مع أول مطر؟ أم سنظل هنا… نمثل الموقف، لا المعنى؟
مارتن:
نحن الحوريات يا كارل… لا بجناح، ولا بماء. بل
بممحاة تنتظر.
المشهد الختامي:
الصوت: طباشير تُكسر بهدوء على خشب المكتب. ثم
صمت ملون.
![]() |
رسمه كارل جبران، أقلام ملونة، دفاتر رسم، محاولات يوليوز ك.ج |
تعليقات
إرسال تعليق