حواريات مارتن و كارل: الوقت الذي نسجل فيه غيابنا...
المشهد:
ليلٌ خفيف، مقعد خشبي في منتصف غرفة قديمة.
كارل يجلس كعادته، نصف مطفأ، يقرأ شيئًا دون
عنوان.
مارتن يدخل مترددًا، في يده دفتر مغطى بالغبار.
مارتن:
واقفًا عند العتبة
كارل...
هل يمكن أن يوجد شخص دون اسم؟
كارل:
يرفع عينيه دون أن يبتسم
يحدث ذلك كثيرًا...
الاسم مجرد اتفاق، ما دونَه هو الأهم.
مارتن:
يتقدم ببطء، صوته منخفض كمن يعترف
أعتقد أنني فقدت اسمي هذا الصباح.
استيقظت... فلم أجد شيئًا يناديني.
كارل:
ربما لأنك صرت أكثر من اسم.
حين تبتعد كفاية، تتلاشى العلامات.
مارتن:
لكني لست بعيدًا... أنا هنا.
أراك، أسمعك... أتكلم حتى...
فلماذا لا أشعر بأنني أنا؟
كارل:
لأنك لا تحتاج أن تشعر.
أنت تظن أن الوعي علامة حياة...
لكن بعض الكائنات الحية لا تعرف أنها حية، ومع ذلك... تنمو.
مارتن:
يجلس بقربه، يفتح الدفتر
وجدت هذا النص بخطّي، ولا أذكر أنني كتبته.
يبدأ بجملة: "رحلتُ عن نفسي لأجدها تحت
نافذة أخرى."
كارل:
ينظر إليه بهدوء
هذه النافذة... هل كانت مفتوحة؟
مارتن:
لا أظن...
ربما كانت ستائرها تتحرك من نسيمٍ داخلي...
كارل:
إذًا، لم ترحل.
بل عُدت.
لكنك عدت من زاوية لم تتوقعها.
مارتن:
يحدق إليه طويلا
هل تعرف كم مرة قلتَ لي الحقيقة، دون أن أُدرك؟
كارل:
ينظر إلى الدفتر
الحقيقة لا تُقال يا مارتن...
هي فقط تُنسى، ثم تُكتب من جديد.
ك.ج
تعليقات
إرسال تعليق