العلم سراب مُثير
في البدءِ كان السؤالُ نُجومًا
تُراودُ فكرَ المساءِ الكسيرْ
وكانت يدُ الفيلسوفِ تمشِّي
على الرملِ آثارَ ظلٍّ حريرْ
تقصَّى الحقيقةَ، لمَّ الفُتاتَ،
وسارَ وراءَ السرابِ المُثيرْ
وكانت عيونُ البداياتِ تُبصِرُ
في اللا يقينِ يقينًا كبيرًا
حملْتُ العُلومَ، أتيتُ بها،
نثرتُ البراهينَ فوقَ الطُّلولْ
أقمتُ الدلائلَ، أوجزتُ حدَّ
الزمانِ، وسرتُ دروبَ العُقولْ
أحصيْتُ وزنَ الغيومِ، وقستُ
هبوبَ الرياحِ ووقعَ المطرْ
سطرتُ للضوءِ خطًّا دقيقًا،
حددتُ ميلادَ نجمٍ انحدرْ
وقفتُ طويلًا أمامَ الجوابِ،
فكان سكونًا.. عميقَ السَّفرْ
تلاشى كظلٍّ وراءَ السرابِ،
وغابَ كمَن غَدرْ
تمدَّدَ علمي عليَ،
فساءلتُهُ، فتدلَّى السُّكونْ
كأنَّ الحقيقةَ كانت سرابًا،
كأنَّ اليقينَ شُعاعٌ يخونْ
بدا الكونُ أوسعَ ممَّا ظننتُ،
وما كنتُ إلَّا صدىً في الوجودْ
تراءتْ خطايَ كظلٍّ يتيمٍ،
وضاعَ السؤالُ كضوءٍ شرودْ
تدارَكْتُ عقلي، ففهمتُ أخيرًا،
بأنَّ السُّؤالَ ولودٌ عنيدْ
وأنَّ العُلومَ تُجيبُ كثيرًا،
ولكنها لا تُفسِّرُ المَديدْ!
ك.ج
تعليقات
إرسال تعليق