لقيتُ الحبَ

لقِيتُ الحبَّ في عالمٍ غابت فيه الألوان

عندما لم يعد أحد يعرفه،
كنتُ أنا من يبحث عن بقاياه،
بين أحلامٍ ضاعت في زحمة الزمان.

أخبرته: "قلبي، مذ بدأ ينبض،
هو نبض الغرام، يعيش فيه الحنين،
أنتَ يا حبّ، الأمل الذي لا يموت،
لكنَّ العالم اليوم أصبح مجرد سراب."

نظر في عينيَّ،
كأنَّ قلبه حكاية قديمة،
قال لي: "اليوم، الحبُّ بات غريبًا،
تتلاشى تفاصيله بين الرياح،
وكل شيء أصبح لا معنى له."

لكنني كنتُ أقرأ في عينيه سرًا
يتراقص بين نظراته كنجمةٍ سقطت من السماء،
همستُ له:
"
لن أنسى أن ما يُحرك هذا الكون هو الحب،
لا تنسى أن الحُلم يظلَّ حيًّا،
والجمال في هذا العالم،
لا شيء سواه."

ثم ابتسمَ،
كشمسٍ تغرب خلف الأفق،
قال لي متسائلًا:
"
أخبرني، من هي حبيبتكِ؟
أعدك أنني سأحضرها لك،
حتى لو كانت قد رحلت
إلى عالمٍ من اللامكان،
حيث لا وجود، ولا زمن."

قلت له:
"
أنتَ يا حبُّ، مثل الريح في الصباح،
تأتي، وتذهب، لكنك تترك أثرًا،
وحتى لو كانت هي في عوالم غريبة،
سأظلُّ أنتظركَ أن تُعيد لي الدروب،
أنتَ الأمل الذي لا يُمحى،
وأنتَ السبب في كلِّ لحظةٍ من الجمال."

تساؤلاته تلتف حولي كخيوط العنكبوت،
لكنني بقيتُ أقول:
"
يا حبُّ، أنتَ الأبدية،
أنتَ السر الذي لا يُفهم،
وأنا، سأظلُّ أبحث عنك،
حتى لو غاب الجميع."

ك.ج