طفل الريح
هكذا أمشي يا دنيايَ
لا أدري أين المَسْعَى
كلُّ الدربِ خُطًى تَتْبَعُ
أقدامًا كانت مِن قَبْلِي تَسْعَى
قالوا لي: كُنْ مثلَ الراحلِ
وازرعْ أحلامًا كالأجدادِ
لكنْ روحي كانت تسألُ
مَن أعطى الأمسَ قيادِي؟
يا سَماءُ، أما مِنْ سِرٍّ
غيرَ الماضي فيكِ يُضيءُ؟
هل خُلِقَ الإنسانُ لِيُبنى
في قالبِ غيرِهِ ويُسِيْرُ؟
ألمحُ في النجمِ مساراتٍ
لم يَسْلُكْهَا قلبٌ قَبْلِي
فلماذا يَسْجُنُني الوقتُ
ويُعيدُ الماضي في ظِلِّي؟
قالوا: اِحملْ إرثَ العُمرِ
واحفظْ تاريخًا لا يُمحى
لكنّي طفلُ الريحِ، سأحيا
حُرًّا، لا أَخْشى مَنْ أَخْشى
لا أرضى أنْ أُوْرَثَ دربًا
لا أرضى أن أُسجَنَ حلمًا
أُريدُ سماءً مِنْ نَجْمِي
وأُريدُ الدنيا كما أَفْهَمُ
أصرُخُ في وجهِ الأيّامِ
لستُ سجينًا في أوهامِ
إمّا أن أحيا حرًّا
أو أَدفِنُ وجهي في الأَحْلاَمِ
أحملُ شمسًا في أَحضاني
وأراني فجرًا في زَمَاني
لستُ بظلٍّ يُعيدُ الماضِي
أنا شوقٌ للحُرِّيَّةِ دَانِي
طفلُ الريحِ أنا، لا أُحبسُ
موجًا في شطٍّ أو ساحِلْ
أنا نغمةُ قلبٍ تُغْرِدُ
تُرْفرفُ فوقَ المستَحِيلْ
سأمضي، لا شيء يُوقِفُني
سأنحتُ دربي بِيَدِي
سأكونُ الحُرَّ، سأكتبُني
قصَّةَ طفلٍ لم يُوْلَدِ
ك.ج