نجحتُ؟ وما كان للنجحِ شأنٌ
نجحتُ؟ وما كان للنجحِ شأنٌ
إذا لم أكن في طريقي أنا
إذا كنتُ أجري، أسابقُ غيري
وفي كلِّ شوطٍ خسرتُ الأنا
فما الجدوى إن كنتُ ظلَّ سوايَ
وما ليَ في الأرضِ خطٌ ولا
نجاحي هنا، أن أكونَ بذاتي
وأن لا أكونَ صدىً أو صدى
أنا وعيُ كونٍ يُطلُّ بعيدًا
يضيءُ الدروبَ، ويرسمُ الرؤى
أنا فكرةٌ حرةٌ، لا تُباعُ
ولا تُشترى مثلَ عبدٍ خوى
أنا الموجُ، لا شاطئٌ يحتويني
ولا صخرةٌ تكبحُ المدَّ لا
أنا الريحُ تهتفُ: كُنْ ما تشاءُ
ولا تكترثْ للعُلا أو الدُّنى
فلا المجدُ يعني ارتقاءَ القصورِ
ولا الفقرُ يعني سقوطَ المُنى
نجاحي بأن لا أخافَ الخطايا
ولا أرتدي وجهَ خوفٍ كرى
بأن لا أُعلّبَ حلمي الصغيرَ
وألقيهِ في جُبِّ ماضٍ جفى
بأن لا أكونَ ابنَ ذوقِ الجميعِ
ولا عبدَ رأيٍ يرى أو يُرى
نجاحي بأني أنامُ قريرًا
ولا أتحسّرُ: ترى، لو فعلتُ؟
بأن لا أقولَ: طريقي طويلٌ
وغيري وصلْ، فمتى لو وصلتُ؟
أنا لستُ رقمًا يُضافُ لقائمةٍ
ولا دربَ غيري سلكتُ وسرتُ
أنا نورُ ذاتي، أنا المستحيلُ
إذا شئتُ، يومًا، أكونُ وكنتُ!
ك.ج