رؤية جديدة ( بوح أو موت...)
لم أنشر كتابا...لكنني لا أزال أروي عطش المدونة التي لا أعرف نهاياتها كيف
ستكون؟ لم أصل منبرا...لكنني كتبت في مواضيع بطريقة مبتكرة وناجحة وأخرجت طائر
الحكمة إلى الوجود في جريدة إلكترونية أسبوعية...لكن هل هذا يكفي؟ وكيف له أن
يساهم في بناء الفرد الذي أبحث عنه بداخلي؟ أو بالأحرى: أنا؟
أهذه الوردة التي ألاعب بأناملي جزء مني؟ أم هي هذه الرقصة التي أحاول أن
أبتكر؟ أو هذه السيجارة التي لا تفارق شفتاي؟ لا أدري... أنا شاب تسعيني منفرد،
منفصل عن الواقع، ولكن متأقلم... شاب قلق... ينسى كل ما يفعل... ويركز على كل ما
لم يفعل... لا أدري...أنا سؤال كل غير يطرحه...كما أفعل، كل يوم وفي كل لحظة.
لماذا يهرب مني الشعور بالحب كلما
اقتربت منه؟ لماذا أنا كائن دائما في موضع المهجور؟ لماذا لا أرى فرح الحياة في
داخلي؟ لماذا أنا حزين؟ لماذا أشعر بالتصنع حينما أفرح؟ لماذا... لا يمكن حد
الأسئلة، لكن حقا: لماذا كل هذا القلق؟
كل صباح... أرى العصافير في السماء. لماذا لم أتعلم منها فن الرقص في الهواء؟
كل مساء أرى مزيج ألوان في الفضاء. لماذا لم أتعلم منها فن انسجام ألوان الغروب وبداية
الليل والأضواء؟ لماذا... لا يمكن حد اللحظات، لكن حقا: لماذا كل هذه القطيعة بين
راحة الطبيعة وتوتر النفسية المستمر؟
لا أدري...ربما أنا رؤية جديدة.
أتذكر أن أحلامي كانت كبيرة... كنت أنانيا نوعا ما في معاملتي للواقع...لكن
فهمت مبكرا أن الواقع لابد فيه من حب الذات من أجل التأقلم...أحببت ذاتي وأحببت كل
أفكاري... كنت أعيش على هوى الاختلاف والتفرد... بدراجتي الهوائية الزرقاء اكتشفت
معاني كثيرة لقدسية المكان والزمان... بدفاتري المختلفة...تعلمت أن أكتب بين سفوح
الجبال...على ضفف الأنهار وفي هدوء الليل قبل شروق شمس الصباح... أتذكر في كيف تبعت حدسي وقلت لا دفاعا عما
يخبرني قلبي... ارتحلت في التعلم متحررا من عقدة التوجيه المدرسي... كنت دائم
البحث عن أفضل تأويل لمعنى الحياة.
ومعنى الحياة هذا، كم هو مليء بالتناقضات... مرة معناها يلتصق بجدار العبودية ومرة فوق سحاب التحرر... مرة وفاء للماضي ومرة تمرد وانفتاح على المستقبل... مرة ارتباط بالآخرين و مرة تفرد و انعزال... مرة عبث و مرة نظام...
( لم ينته بعد...لكنني لم أقدر على إكمال الكتابة... ربما في جزء قادم سأكمل...)
حكيم
ك.ج