أمر غريب

أمر غريب أن لا أحد فينا يقبل على الحياة كما هي في عالمه الأفلاطوني، و رغم هذا، الواقع الذي يجمعنا فريد جدا... لا يمكن أن ننكر أن هنالك من يحتكر حق الحياة و لا يمنحنا إلا بعضا من بقايا معنى أن تعيش على كوكب الأرض. بصراحة، عائلات اليوم، سبب وجيه في هذه المشكلة...هم أولى نوافذ وجودنا في هذا العالم... ماذا لو كان المحرم و الممنوع هو أن لا يولد البشر في كوكب الأرض؟ ماذا لو كنا نقترف خطئا كبيرا بوجودنا في هذا العالم؟... أقصد بأن يكون محرما _تحت قاعدة هرمسية مخفية عنا_ وجودنا في هذا الكوكب، حقيقة أن تاريخ كوكب الأرض أقدم مما نعرف أو مما يمكن أن نعرف... نحن في هذا الكوكب نذهب و نأتي كأوراق الخريف... و عائلاتنا و مجتمعاتنا توسع بداخلنا هوية أننا عناصر أساسية في هذا العالم.... ثم نكبر... ونكتشف أن العالم كله قاعدة واحدة: البقاء للأقوى... و الأقوى في هذا المعنى لا يكترث لأن يكون جوهره خير أو شر... المهم أن تكون قويا... حسنا.... و ماذا لو كانت تربية الفرد مبنية على الخير؟ هل سيكون قويا في عالمنا اليوم؟ إنه أمر غريب... لا أدري.. هل تشعرون بما أشعر... ولكن أحيانا أؤمن بطريقة غير مفهومة بلغة القرن 21 أنه ليس جيدا وجودنا في هذا الكوكب... و كان من الخير لنا أننا نموت أو بالأحرى من حقنا أن نموت....كأنه اختيار غير مباشر، لا أحد يتحدث معنا فيه... أن نختار بين الحياة و الانتحار؟ لا أحد يخبرنا أن نختار...ولكن إذا اخترنا الانتحار.. آنذاك المجتمع سيحكم على هذا الخيار بأنه سيء... فالجيد أن نعيش... ولكنني أتسائل..ماذا لو كان الانتحار هو الأفضل للبشر اليوم؟ في هذه الأوضاع التي الجميع يتفق على أنها صعبة و لا تخدم مفهوم الإنسان؟ أليس جائزا أن نقيم انتحارات جماعية؟ تعبيرا عن حبنا للمفهوم الأفلاطوني للحياة؟ لا أدري... أحيانا أشعر بأن الأمور تتداخل فيما بينها حتى لا نصبح قادرين على رؤية الحقيقة... أعلم أننا جميعا نحب الحياة... و الأوقات الجميلة... و لكن ماذا لو كان هذا بحد ذاته أمر محرم علينا...ماذا لو كانت السعادة اختيار لا يناسب روح الإنسان؟ ماذا لو كان هذا الإيغو بداخل كل واحد منا: شيطانا؟ يحمل أسماءنا؟ و هوياتنا؟ و أحيانا صوت الدين بداخلنا؟

#حكيم