وجه ضبابي ( شذرات)
لست عاديا
" أن
تفكر خارج جميع أشكال الصناديق الثقافية المُؤَدلَجة؛ المُؤدلِجة؛ يجعلك وحيدا؛
تفقد معنى أن يكترث لك أحد؛ لا يعيش في إحساسك وخيالك من الآخرين سوى من يحبك حقا؛
الذي يعرف من أنت كأنت دون أن يربط وجودك بحتمية الانضمام للقطيع؛ أو بأن يجعل
حياتك ترتبط بالمفهوم السائد حول السعادة والاستقرار. إنني لست عاديا في سعادتي ولا حتى عاديا في استقراري؛
أتبع قلبي وهيجان رومنسيته الطبيعية، الكونية. أتبع عصفور تفكيري المستقل عن
قوانين التفكير الثقافية؛ أحيا حرا مختلفا أعاني حتى أموت حرا مختلفا أعاني."
علاقة
مطاطية
"
علاقتي بالفن مطاطية، وحينما أتفاعل مع الفن، أشعر بإسفنجة عملاقة بداخلي، تتمدد وتنكمش
ومنها تتقاطر عواطف زرقاء، مرة بنفسجية ونادرا ما تكون بألوان الطيف. أقول هذا لا
لكي أعبر عن شيء بسيط، بل بغية في أن أعبر عن شيء معقد جدا، ألا وهو أنني والفن
انعكاس لظاهرة واحدة: ظاهرة الغرابة.
فليس
الغريبُ ما لا يتناسب مع نفسيتي أو إطاري المرجعي، إن الغريبَ كل ما يحررني مني ويحررني
من كل شيء آخر من حولي، وذلك ما الفن يفعلُ وبشكل سامي لدرجة أنه يدفعني وبقوة لأن
أقتحم عالم ظاهرة جديدة تفوق الغرابة في التأثير والجذب، إنها ظاهرة الجنون."
عيد
ميلاد سعيد
"
سبتمبر، شهر غريب الأطوار، وأكبر يوم غريب في سبتمبر هو التاسع والعشرين، يوم عنيد
لا يحب أن ينتهي بسرعة، مزاجه فريد ونادر، إنه ليس يوما عاديا، ومن الصدفة أو من
العبث، هو نفسه اليوم الذي ولدت فيه، كل مرة تشرق شمس صباح هذا اليوم، أشعر بالخلود،
أقول ونفسي: يا إله الخلود، أنت تعلم أنني هش وخفيف لا أقدر على تحمل رياح الخلود،
فلتجعل الشمس تغرب بسرعة، لأستيقظ على نسيم يوم فاني، يوم عادي، يوم لا يقسو عليَ
بفرحته الشديدة، فرحة عيد الميلاد."
وجه
ضبابي
"
إننا تراكم المحاولات والاحتمالات ولا بد من وجودها كي تستمر الحياة ولسنا الحياة. إن الحياة
لا تنتظر منا شيئا غير الابتسام في وجهها الضبابي، بل إننا نتطفل عليها برغباتنا،
خدعنا أو مشاريعنا. نريد وبكل قوة أن نسبح في الضباب! لكنها حتما لنا لا تكترث، كل
ما تفعل أنها تجعل من الأمر تاريخا متراكما في التعلم من الأخطاء، الندم والنسيان والرغبة
في البدء من جديد. بروح الحياة نرهن الخطر ولروحها مرهونون ودائما حالمون بالتمرد عليها، ولكل
منا في ذلك طريق يقضي فيها لحظات؛ يعبر بين ذكريات وجوده كشبح، ثم يرحل إلى حيث لا
يُطاق التوقع ولا حتى الخيال."
ك.ج
