مارتن و كارل: الموسيقى

- كارل: الموسيقى تجعلني أتنفس بشكل جيد، بل إنها الوحيدة التي بها أستطيع أن أقول إنني سعيد، هل تعلم يا مارتن؟ حينما أعزف على البيانو أو الجيتار أختفي بل إنني أموت، أموت حقا يا مارتن!
- مارتن: أنت لا تحتاج للوصف يا كارل، فأي إنسان على وجه الأرض يعيش ما تعيش والموسيقى، إنها لغة الروح، باب الفرح ونافذة السكينة، والفن بصفة عامة يا صديقي يجعل الفرد مرتاح البال هنيئا يتنفس الهدوء والرخاء.
- كارل: صحيح أن الموسيقى للجميع لكنها ليست لأي أحد رغم ذلك.
- مارتن: ماذا تقصد؟
- كارل: هي للجميع لأنها عنصر ثقافي، فلكل مجتمع نمط موسيقي يعبر به وفيه عن هويته وتاريخه، أحلامه ومعاناته، إن الموسيقى ثقافة قبل كل شيء، فلا حرج أن ترى شخصا يقول لك أحب الإنصات لهذه الموسيقى لأنني أفتخر بعرقي أو بأرضي ووطني، إنها ليست لغة الروح فقط، إنها لغة الانتماء العضوي للمجتمع. بيد أنها ليست لأحد، وهنا الشق الجوهري والغريب في الموسيقى، اكتشافها بعيدا عن استهلاكها، تعلمها من جديد أو بالأحرى بناء الهوية الموسيقية ونسجها مع النفسية والفكر الفرداني.
- مارتن: أرى ما ترمي إليه، وأحببت كثيرا كيف فرقت بين موسيقى الجميع وموسيقى اللا أحد. وأعلم أنك حينما كنت تصفها في البداية كنت تعبر بطلاقة عن هويتك الموسيقية وكيف تجعلك متوازنا في عز صراع النفسية والفكر الفرداني الذي تعيشه كل يوم.
- كارل: أجل... الموسيقى أنا!
- مارتن: وأنا الموسيقى...
ك.ج

أكثر التدوينات قراءة

ضوي يا حكيم

ثقيل بالكلمات

زجل بالدارجة: بوحدي و كنحلم

رسائل: ملهاة الإنسانية