رسائل: نحن شباب

نحن شباب، و يوما بعد يوم نبتعد إلى ضفة الكبار، سن الذين أوشك زمنهم على الانتهاء، الجيل الراحل إلى الماضي. هل سنبتعد بسهولة أم أننا سنقاوم من أجل شق طريق أخرى غير العودة إلى الماضي؟
نحن رمز لمرحلة الممارسة الاجتماعية لأفكارنا و مساعينا، ليس شعارا لواقع إعادة إنتاج المجتمع بشكل ثابت. إن حياتنا تتمظهر في فضول اكتشاف الحياة الذي بدأناه مع أول صرخة لنا على هذا الكوكب ثم الإخلاص لفرصة وجودنا و انتماءنا للإنسانية التي تجمعنا، إنها لا تتمظهر في ما يأمرنا المجتمع القيام َ به: الانضباط للنظام الاجتماعي و الاستعداد للارتماء في عالم الشغل و لم شمل العائلة من أجل استمراريتها، لا أقصد مخالفتي لهذه العقيدة الوجودية عند الإنسان بصفة عامة، لكنني أعني مدى خطورتها حينما تصبح مشروعا يقتل إرادة الفرد بصفة نهائية و بناء إنسان هجين، لا يعرف عن نفسه سوى أنه فرد من أفراد المجتمع.
نحن شباب، نحن قرار المستقبل، و قوته، لا نخضع للأمر دون أن نتفق عليه، ولا تستلب منا قوتنا كي يستفيد منها طرف آخر، هذه طبيعتنا و ثقافتنا التي يجدر أن تكون معيارا أوليا للتحليل الذي نفهم به أكثر وجودنا و مصيرنا، لليومي الذي يكاد يقتلنا.
ك.ج