ألوان الأرض و ألوان الفكر

"فلنتحدث قليلا في الحب يا أصدقاء" قال وهم جميعهم على تل يراقبون خسوف الشمس، يستمتعون بكم ألوان الأرض تتغير لأن ذلك قُررَ بطريقة لا اكتراثية لنا و لوعينا أو لقرارنا. أجابته واحدة من الفتيات المتمردات ماديا عن الواقع ومعنويا على حالة أن يعيش الفرد ماديا: " يسعدني ذلك شخصيا" وبدأ حديثه:
" الحب ليس موجودا في ذاته، يوسع ذاته في ذواتنا، لسنا عبيدا للحب ولسنا محتاجين له، نحن نعيش الحب كما نحن نرى الحب، إنه تمثل للحياة كأي تمثل موجود، تطور على حسب السياق الفردي والجماعي، إنه تفاعل أحاسيس الفرحة والأمنية والاستقرار والحلم بين التجربة الفردية في المجتمع وتجربة المجتمع بتلك الأحاسيس مع مسعى تحقيق الأمن والسعادة. بيد أنه عجيب، الحب عجيب، يمكن له أن يصبح طاقة، دافع للحياة، محفز للنشاط الوجودي، يقع هذا حينما يستطيع الفرد أن يصل بين وجوده الاجتماعي والنفسي وبين وجوده الآخر: قلق الوجود وإشكالياته الواقعية في المجتمع."
 تدخلت مناجي مسعودة الحديث في الحب: “هكذا إذن، الحب لا يعيشه إلا الفلاسفة..." الحب يعيشه المتفلسفون الذين يعيشون وسط المجتمع، لكن فكرا لا يعيشون بالمجتمع، أجابها وانحجبت ألوان الأرض المؤقتة.
 عاد كل شيء طبيعيا، حتى تفاعلات الحب بين فتيان وفتيات كانوا من المستمعين، عاد الإنسان إلى تفكيره الاجتماعي، السبب واحد إنه أساس التواصل بين الأفراد، هذا ما تعلموه لزمن، والزمن معيار الحقيقة في كوكب الأرض، التجارب الاعتباطية في الحياة، ليس التنظير الفردي للحياة.
ك.ج