مارتن و كارل: حينما نموت، هل نسافر عبر الزمن؟

-         مارتن: حينما نموت؟ هل نسافر عبر الزمن؟
-         كارل: نسافر عبر الزمن؟  أسافر في موتي عبر الزمن؟ ولماذا لا يسافر جسدي معي؟ لماذا سيدفن جسدي وأنا أرحل بعيدا في الكون؟ وكيف أسافر عبر هذا الزمن؟ أسافر بلا جسد؟ أم أن القبر هو آلة سفر عبر الزمن؟ وإن كان كذلك! احفر قبري بعد موتي وستجد جسدي! ستجدني ميتا... نحن نموت في كل لحظة نحياها يا صديقي ونولد في كل لحظة نموت فيها أيضا. إن الموت والولادة، كالبداية والنهاية، شيء واحد.
-         مارتن: كيف شيء واحد؟
-         كارل: الضوء يسبق كل شيء! حينما ترى شيئا، أنت تراه في كليته، بدايته ونهايته، لكنك لا تدرك إلا جزءا محدودا في الزمن.... ونحن نحيا على هذه الأرض نحيا مؤطرين في مجال محدود، في الحقيقة تأطرنا للتأقلم مع هذا المجال. لكن الحقيقة، أنه حينما ولدنا، لم نولد، ولادتنا سبقتنا منذ زمن بعيد سحيق جدا، ونحن لن نموت، في الحقيقة نحن متنا منذ زمن بعيد سحيق جدا، كل ما نفعله الآن! هو أننا نبتعد من البداية ونقترب من النهاية في آن.
-         مارتن: يا للهاوية!
-         كارل: الهاوية جمال وكمال من الصعب جد إدراكه، نقول إن الكون فريد وله خالق عظيم، ومنا من يقص قصصا وحكايات ومنا من ارتمى في متعة عبث هذه الهاوية، ومنا من تأمل وانتظم معها وحاول أن يقترب من البداية والنهاية في آن..... ولكن في كل الحالات، حينما نموت، تموت هاويتنا وتولد من جديد، كهاوية الكل شيء تحيا إلى الأبد وتموت إلى الأبد.
-         مارتن: تجعلني دائما أرى الأمور بشكل مختلف، لذلك أحب محادثتك، أحبها لأنك تجعلني أرى الهاوية و بدورها تراني.  
ك.ج