الفرد: أ نتحدث عن كينونة مستقلة ؟
الحب وعي
" أكبر جهل يمكن أن يعيشه بشري ما يكمن في ألا
يعرف كيف يحب نفسه، ما يفعل والآخرين."
***
الفرد: أ نتحدث عن كينونة مستقلة؟
نتفق جميعا على أن الفرد ابن مجتمعه، يعود الفضل
للانتماء الاجتماعي في بناء شخصية الفرد ومستقبله.
لكنني أريد أن أسافر بكم إلى باطن هذه العلاقة،
محاولين معا أن نكتشف إلى أي حد يمكن للمجتمع أن ينتزع من الفرد فردانيته، حريته واستقلاليته
ويبني بدلها نسخة لا تعرف عن نفسها إلا ما يجب عليها أن تفعله كي تشعر بالراحة ويفتخر
بها كل أعضاء المجتمع.
الفرد individu هو
كينونة مستقلة بحد ذاتها غير قابلة للانقسام أو التجزئة، في علاقته بالحياة
الاجتماعية يعيش حسب َألفريد أدلير أهدافا ثلاثة: العمل، الحب والانتماء الاجتماعي.
إن المجتمع هو مجموعة من هؤلاء الأفراد الذين يعيشون
في زمكان معين، تجمعهم تلك الأهداف الثلاثة تحت الظروف المناخية والسياسية والتاريخية.
يتضح من هذا التعريف المقزم نوعا ما أمام وساعة
الموضوع، أن العلاقة بين الفرد والمجتمع هي علاقة تفاعل، أي أن الجزء يخدم الكل والكل
يخدم الجزء.
لكن هل هذا حقا صحيح؟ لا يبدو الأمر بالنسبة لي كذلك،
لأن إشكاليةً فلسفيةً تتجلى بوضوح:
ما دام الفرد في طبيعته كينونة مستقلة، فكيف لمجموعة
من الكينونات أن تتشابه باسم المجتمع؟
***
اللغة العربية بين قدسية التعبير التراثي وثورة التعبير
المعاصر
اللغة العربية تعيش اضطهادا كبيرا من طرف الفئات
المثقفة المتحررة "نسبيا" في العالم العربي، نظرا لارتباطها برجال الدين
وبالأدب الكلاسيكي المحافظ/ لغة قناع.
ما أود قوله في الموضوع، أن في اللغة العربية جانبين:
الكلاسيكي أو التراثي ثم المعياري المعاصر.
جانب الدين والتراث وتاريخ العرب هبت رياحه مع نهضة
الأدب الحديث وحركة الترجمة العربية المعاصرة حيث ارتباط عربية الأدباء والكتاب
"نوعا ما" بالتطور الملحوظ في العالم الذي يسبقنا بألف خطوة تبدو كأنها
خطوة واحدة..
لهذا، من الجيد تعلم لغات أخرى وممارستها، لكن بالنسبة
لي كهاو في الكتابة باللغة العربية، أحاول دائما تحرير استعمالها من قفص علومها
القديمة ومجدها الديني وفتح نافذة الاستقلالية عليها كي تجري في بساط العالم
المعاصر وتتغذى محاولة أن تعبر عن الوضع بأفضل ما تستطيع.
ففي
آخر المطاف، هي لغة أتقنها، لماذا أتجاهل استعمالها بدعوى أنها لغة
"قُريش"؟
***
الأفراد فوضى
يعيش الأفراد على هوى الفوضى، وخالق الفوضى إله يعيش
داخل نفوس الحكام الجشعين.
الأفراد لا يحبون أن يكونوا أزهارا ولا حتى سحبا أو بعضا
من تراب هذه الأرض الوحيدة.
الأغلب يعيش من أجل الموت، والموت في تمثلاتهم مصير
حتمي لم يلق ثائرا قويا ينفض غبار الوجود عن الوجود، كي تظهر الحياة بجلاء.
إن الناس تعيش دون أن تعي ما معنى أن تعيش.
***
ك.ج