رسائل: سؤال الروح

إن سؤال الروح متاهةُ الخروج منها هو في الآن الدخول إلى المتاهة نفسها من جديد...أعتقد أن الإنسان ليس مجبرا لمعرفة ماهيَ الروح، أو حتى البحث عنها. الإنسان (كل إنسان) في نظري، مدعوٌ إلى معرفة نفسه والبحث عنها بواسطة رحلة روحانية... 
والحقيقة، أن البحث عن الذات هو في ذاته متاهة سؤال الروح! لكن الفرق بينهما يكمن في أن الذات مُنطلق وجودي يمكن به خوض "رحلة روحانية" ممكنة، على عكس "الروح" التي تعبر عن مشكلة غيبية حمل المتدينون على مر التاريخ الله سرها... 
ربما يتساءل القارئ الآن:
"
وما الفرق بين الروح والرحلة الروحانية؟"
إن الرحلة الروحانية بحث باطني عن الاستقرار "الهوليستيكي" في الحياة الفردانية، بناءً على وعي بالذات مشكلاتها، عراقيلها، تحدياتها وأسئلتها الأنطولوجية. أما الروح فهي تعبير خارج الطبيعة، يشمل بطريقة تعجيزية أصل الإنسان ومصيره في إطار غير مفهوم بل غير قابل للفهم
ولهذا، أرى، أن ما قام به المتصوفون على مر التاريخ مثال واقعي يشرح تمردهم عن الروح سرا لا يمكن تفكيك شفرته، ومحاولاتهم للقيام برحلات روحانية بحثا عن الذات، بحثا عن الكون، بحثا عن الله نفسه.

ك.ج

أكثر التدوينات قراءة

مفهوم الجسد عند ديكارت

ينمو التفكير في عقل الإنسان: المقالة العاشرة و الأخيرة ( أفكار فلاسفة ما قبل سقراط/ السفسطائيون)

ينمو التفكير في عقل الإنسان: المقالة الثامنة ( أفكار فلاسفة ما قبل سقراط/ أناكساغوراس)

كانط في المستقبل و نصوص أخرى

ينمو التفكير في عقل الإنسان: المقالة الثانية ( أفكار فلاسفة ما قبل سقراط/ فلاسفة الطبيعة)

ينمو التفكير في عقل الإنسان ( المقالة الأولى " نحوَ فلاسفة ما قبل سقراط")