حكم ثقافي

إن الأشياء التي تحيط به! كلها مختلفة و متعددة: ألوانا، أصواتا وأشكالا، لكنه لا يستطيع التفرقة بينها.
سألته ذات مرة: أخبرني ماذا ترى؟
أجابني: إنني أرى شيئا واحدا! إنني أرى الله...
***
لم أفهم ماذا كان يقصد بالله، لأنني لا أعرف أصلا ما الله؟ لكنني حاولت أن أتحلى بالحكمة و أفكر في الأمر بشكل جدي! فعشت أياما من حياتي و أنا أحاول أن أرى الله في كل شيء، في آخر المطاف، فهمتُ مغزاه من هذه الرؤية! إنه كان يحاول أن يخبرني الآتي:
"
إنني لا أرى ماذا يميز الأشياء في ذاتها، لأنني لا استطيع! كما أنني لا استطيع أن أعرف ماذا يميزني عن كل الأشياء الأخرى، لذلك وجدت نفسي أرى الله...!"
***
في الحقيقة، لن أستطيع تعريفَ الله! لكن بالنسبة لوظيفته فأجل، إن الله، كفكرة تعبر عن حقيقة جوهرية ما ، يُسهل ربط الذات الإنسانية في بعدها الثقافي بالواقع المادي المستقل، يسهل التواصل بينهما، بطريقة أو بأخرى...
إلا أن هذه الوظيفة لا تصل بالفرد إلى درجة من الكمال و السمو، لأن الكمال و السمو لا يمكن بتاتا للفرد أن يصل لهما عن طريق الله كيفما كان التصور المبني عليه، بل بالثورة على تمثل الواقع أساسا.
إنني أرى الكمال و السمو في الانسجام مع كل ما هو طبيعي و تقبل كل ما هو واقعي دون أي محاولة في تقديم معنى ماَ، لَهُ.
***
إن الإنسان سعيد كلما تحرر من إصدار الأحكام و تحرر من تقبل الأحكام، و ما الله إلا حكم أصدره الإنسان ثقافيا، و حكم تقبله الإنسان ثقافيا...
ك.ج