محاولة استنطاق الحاجة
سألت الحاجة: "من
أنت؟"
أجابت: " أنا؟ اسأل
نفسك ماذا تحتاج و ستعرف من أنا!"
سألت نفسي: " ماذا
تحتاجين يا نفسي؟"
أجابت: " أحتاج كل شيء
يجعلني قوية و مستمرة..!"
سألتها: " ماهيّ هذه
الأشياء بالضبط؟"
أجابت بعد تفكير
طويل: " قدرتي على الوعي بمن أنا في الحقيقة، تواصلي الواضح مع الكون،
الحب.."
سألتها مجددا:" كيف
تستطيعين تحقيق كل هذا الحاجيات؟"
أجابتني: " أما قدرتي
على الوعي بمن أنا فتكون بواسطة التأمل و التفكير و محاولة اكتشاف و فهم الحقيقة
الخارجية، هذه الأخيرة التي أحققها بواسطة تواصلي مع الكون، و الكون فضاء واسع
أكتشف فيه و به الحب."
" و ما هو الحب؟"
سألتها متلهفا..
" إنه الذي يمكن أن
يكون شيئا و لا شيئا في آن، هو الذي يمكن أن تراه في برهة و يختفي عنك للأبد و
الذي لا يمكن أن تراه أبدا. إنه احتمال معقدُ أو صعب الاكتشاف، إن عشته فتلك تجربة
لا مثيل لها، و إن لم تعشه فالحاجة إليه ستجعلك لا ترى إلا الحاجة إلى كل شيء، و
إن رأيته لبرهة و اختفى عنك فأثره فيك سيبقى داخلك يصارع رغبتك في عدم التوهم بأنه
وهم، صراع لا يمكن تحسب نتيجته، فالحب يبقى كما اخبرتك احتمالا معقدا أ وصعب
الاكتشاف!" أجابت..
عدت للحاجة بكل الإجابات، أخبرتني
بعد ذلك بأنها مظهر مادي لوجودي، أخبرتني أيضا بأنه من الجيد أن اعمل على تحقيق
مسعى نفسي: أن أعرف من أنا، أتواصل مع الكون، أحاول اكتشاف الحب.
ك.ج