رسائل: الحياة اليومية لا توجد إلا في عقلك!

الحياة اليومية لا توجد إلا في عقلك... ليست هنالك حياة يومية من حولك
إن الدليل على هذا يكمن، كما أعتقد، في قدرة الإنسان المعاصر على إدراك محيطه بطريقة مُتمردة، فلنقل مختلفة، فعقله يستطيع العودة إلى حالة البداهة (بمفهومها الديكارتي) ليدرك كل شيء من حوله خارج النمط التفاعلي الذي تَطبع به منذ قدومه للعالم.
و تكمن البداهة في أن المقصد من التواصل مع الذات يهدف فهم نفسها و ما حولها من الأشياء، يهدف تحرير العقل من عالمه الباطني و التحكم إليه في عالم الوعي الخارجي
و بهذا المعنى، فالغير ليس مجرد أب أو أم، أخ أو قريب من العائلة، إنه ليس دوره أو قيمته التي منبعها الأمر الاجتماعي و تمثلاته المهيمنة، إنه إنسان آخر، له عقل، يمكن الوصول في مفاعلته إلى درجات من التواجد غير التواجد الاجتماعي النمطي، الذي يدفع العقل إلى إدراك العالم من حوله كخريطة العالم و الروتين اليومي، حيث يصبح الفرد كفأر يتبع الجبن في متاهة كبيرة منذ أن ولدَ، من الصعب عليه أن يفهم الكليات في وجوده و يتحرر مادام الجبن هو هدفه الوحيد.
كلما حرر الإنسان طاقة البديهة التي رافقته طوال أيامه الأولى في الحياة و بعدها من سنوات، كلما عاش حياة ما بعد الحياة اليومية، لن يصبح الجبن هو هدفه من الحياة، سيصبح هذا الجبن مجرد مصدر لها، فالعقل حينما يدرك الأشياء بنفسه، يُحدث في حياة الفرد إرهاص القطيعة مع نمط التفكير المهيمن من قبل
و بهذا يمكن القول أن الحياة اليومية هي ظاهرة يمكن إدراكها بطرق مختلفة، كأن ندركَ/ نستوعب! مثلا بأن الاختلاف هو طريق التفاعل الاجتماعي الإبداعي، بل الفرداني، حيث الحجة على أن الفرد أصبح مستقلا من المجتمع و يتفاعل معه في الآن... ما بعد الثقافة.
ك.ج