رسائل: حياة منتشية بالحب


ما الذي يجعلنا أحياءً؟ ربما الحاجة إلى الحياة: اكتشاف النشوة، السعي لها، الموت من أجلها. الحياة نشوة عامة، داخل كل نشوة حياة خاصة. ما هي النشوة؟ تحقيق لإرادة كل فرد حر، نتيجة تواصل تعاملي بين جماعة أفراد أحرار ، لكل مرحلة تاريخية نشوة خاصة تكون أكثر خاصية عند كل فرد.
النشوة لا تكون بالحاجة، ليست دافعا فطريا، لذلك تجعل الحياة المرغوب تعريفها بعيدة عن حياة اللامعنى العابثة المتطورة، رغم أنها أساس بناء الحياة المنتشية، الحياة تنتشي من الحياة، تغذي الإرادة الحرة، تجعل الفرد أكثر فهما لحالته الوجودية، أكثر تواصلا مع مسعاه السعيد، تجعله متساميا.
الفرد المتسامي يصل المعنى، يتواصل مع الكون بلغته الخاصة، يتواصل مع الأفراد الآخرين بمثالية عليا، يبدو في ظاهره لا واقعيا، في باطنه هنالك الواقع الواجب تلمسه، واقع الوعي الكوني. فيحب و يمنهج حبه للمسعى في آن، مسعاه غاية الحب و هو النشوة الكبرى التي يمكن للفرد المتسامي أن يصلها، طاقة لا نهائية، ترمي به في ذكاء متطور جدا، يجعله دارسا فاهما لكل الاحتمالات التي تنتج له استراتيجية أو أكثر لمقاومة الإكراهات و هزيمة الضرورات.
لا يمكن للكون أن يكون إلا كونا ، لا يمكن للفرد أن يكون إلا متساميا، كونية الكون و تسامي الفرد هما معيار الحرية ، التي بها يتوسع الحب، فتنتج الطاقة و تستمر النشوة مع كل مرحلة إلى الأبد، ما عدا هذا فلا شيء.
ك.ج