رسائل : الحــب تواصل و تتمة

 إذا تساءلتُ: ما الحب؟ فمن اللامعقول أن أقول إنه مجموعة من الأحاسيس المكنونة بين فردين أو جماعة، إن لم تكن هذه الأحاسيس مكنونةً في ذات كل فرد.

لا وجود للحب إذا غاب في علاقة الإنسان بنفسه "التفلسف في الذات": علاقةً بين ما يسمى لدى الناس بالعقل و القلب، بعبارتي: علاقةَ بين التفكير الموضوعي و العاطفة الأصيلة بالأنا عند كل شخص. إلى أي حد هذه العلاقة ناميةٌ، تنمو...

الحب ليس من طبيعة الإنسان و لا من ثقافته، إنه اكتشاف بداخله، اكتشاف يتعدى طبيعته و ثقافته في آن.

يدفعه لأن يرى ذاته من خلال تأثير تفكيره الموضوعي المستقل عن التمثلات على عاطفته الأصيلة: كيف ترقى أحاسيسه من حالة التعزيز الاجتماعي إلى حالة يسميها الروحانيون: بالسمو، أفضل أن أسميها: حالة التحرر من الهيمنة الاجتماعية على التفكير و السلوك، حيث يصبح الشخص منخطرا في الحياة بناء على فلسفته في ذاته، أي حرا في كلمة واحدة.

في هذه المرحلة يولد ما يسمى بالحب، هوية الإنسان، ثقافته، شغله و مصيره، حيث إن علاقته بالآخرين تبتعد عن نظام التواصل الاجتماعي بين أعضاء المجتمع، تكون قريبة لعقولهم و أفئدتهم جميعا، تكون أقرب لحقيقتهم.

و هنا أرى الغاية المفترضة من التواصل الانساني: "تواصل الحب" "اكتشاف الآخر"، لا التأدلج معه و به.  إن الحب تواصل حر، إنه الاكتشاف:  تتمة للتفلسف في الذات بمشاركة مع الغير.
ك.ج