مؤتمر مهم ( قصة قصيرة جدا)
"لا
شيء! لا شيء! كفى...! ما الانسان؟ إنه مجرد تجربة تطور! " قالَ منتفضا. نظرت كل الآلهة تجاههُ مفتخرةً بنفسها: " أجل، إنه تجاربنا" ، قال واحدٌ من بينهم يرى نفسه السيد:" الإنسان يؤمن بأنني الملاذ و الحكمة و
الحب و العدل، كل شيء أنا!"، ردَ غاضبا: " أجل، هنالك قوة الجاذبية تتحكم في الانسان من خارج و قوة الأسطورة تتحكم
فيه من الداخل/ تجربة التمزق الوجودي، تبا لكم جميعا!". نظر تجاهي قائلا:
"استيقظ
من حلم الأسطورة، تذكر سأزورك دائما في أحلامك و أحلام يقظتك، أنا الثائر."
سقط
كتاب من الرف بسبب لعب القط، فاستيقظتُ بذلك، أول ما رأيته و أنا أفتح عيناي، أن
الثائر يخرج من احلامي و يتجه مباشرة إلى الكتاب الذي أسقطه القط و هو يلعب،
التقطته بسرعة، حاولت قراءة العنوان، تضبب كل شيء، ارتميت في السرير من جديد. هدأت
و تذكرت: "قوة الأسطورة تتحكم فيَ من الداخل، أنا أتمزق وجوديا..!"
التقطتُ الكتاب و قرأت... كان مجرد دفتر اعتدت أن أتفلسف فيه، لكن الغريب في الأمر، أن كل صفحاته ممسوحة، كل ما هو مكتوب و متكرر في كل الأوراق:
التقطتُ الكتاب و قرأت... كان مجرد دفتر اعتدت أن أتفلسف فيه، لكن الغريب في الأمر، أن كل صفحاته ممسوحة، كل ما هو مكتوب و متكرر في كل الأوراق:
"فكر فيما تفكر قبل التفلسف! تعرف على أفضل علاقة
بين الدال و المدلول! ابن مؤتمرك مع الكون، كن فيلسوفا!"
كان ذلك مثيرا للدهشة، أن تتحول الفلسفة
لأسطورة كي تبلغ رسالة الفلسفة، كم عقل الإنسان منهك بالتطور.
ك.ج