خواطر في الحب و الحياة 2

كالوهم الأخطار لا نهاية لها...
***
صداقة الأحلام تكون هشة حينما تغيب عنها قوة العمل و التعاون و التضحية...
***
النجوم:  هيه أنت، أنظر أعلاك نحن النجوم، هل تسمعنا، أم أن أمواج صوتنا لم تصلك بعد؟
هو:  بلى، إنني أراكم، بل أراكم دائما... أنتم وجهتنا على الأرض و خارجها أيضا...
النجوم:  ممم حسنا، كيف حالك؟
هو:  أنا بخير، يسكنني حلم أن أقترب منكم أكثر، مللت من هذا البعد عن كل شيء...
النجوم:  فلتفعل ذلك إذا.. نحن أيضا مهتمون لأمرك، محبتك انتشرت في كل نواحي الكون.. أثرَتَ الغموض في الكون، محبتك تتحدى بهولها هول الكون.. حدثنا عن فلسفة حبك و حبيبتك !
هو:  المحبة لا تقارن بأي شيء آخر في الكون، لذلك سرعان ما أصبحت واسعة وساعة الكون نفسه، الإنسان من الكائنات التي اكتشفت سر المحبة فاعتبرها لغة التواصل الكوني، إرادة تتسامى عن كل الأبعاد الكونية... حبيبتي هي مجموع المشاهد الكونية الرائعة، إنها إرادتي الكونية، ضالة الاستمرار...
النجوم: هذا يبدو معقدا على الفهم أيها البشري الجميل... من أين تعلمت هذا، من لا يفهمك سيقول أنك تهرطق.
هو:  الهرطقة حكم أطلقه البشر على البشريين الذين اعتمدوا بصيرتهم الحرة لفهم الكون..
النجوم: كم أنت رائع و حكيم...
هو: أنت كذلك أيتها النجوم الجميلة..
***
أرى النجوم جيدا، إنها وجهتي التي تبدو مستحيلة، من بين تلك النجوم، واحدة تظهر لي دائما كلما فتحت صدري إلى السماء، سميتها الوجهة الممكنة، حينما بحثت عنها، اكتشفت أنه كوكب بعيد جدا، من المحتمل أن فيه حياة... ربما! فهو وجهتي الممكنة !
***
إن أعظم ما في عالمنا هو أحلامنا، فلكل فرد منا ما لا نهاية له من الأحلام، غير أن قليلا جدا ما يُتحقق منها، الأحلام جعلت الكثير منا يستسلم للمجتمع، بل دفعت الكثيرين إلى اعتبارها مجرد أفكار خيالية تأتينا على مر اللحظات لتنسينا مدى ضعفنا في هذه الحياة، إننا مجرد كائنات اجتماعية يجب أن تستهلك ما يجب استهلاكه للبقاء على قيد الحياة المطلوبة. في خضم كل هذا الصراع، أنا عندي حلم...
***
لا يمكن للخائفين أن يبدعوا...
***
كيف لي أن أكون مبدعا أو مفكرا أو ثائرا إذا لم أكن حقا محبا و عاشقا مجنونا...؟
***
عظَمت حبي الأزماتُ، جعلته أكثر تساميا...
***
لا تربوا أطفالكم، خذوهم بعيدا عن المجتمع. إن المجتمع يدمر مناعة الطفل الإنسانية الحرة و يدمر عقله المفكر...
***
كنتُ حرا حينما كنتُ صغيرا، كنتُ مجرد طفل، لكنني كنتُ إنسانا كبيرا..
***
و لأنك سماء مليئة بالنجوم، و لأن الضوء منك و إليك ينتشر في كل مكان.. أحبك ! 
***
حينما أقرأ أعينهم، أقرأ معاناة كبيرة من أجل الاستقرار، من أجل نيل السعادة، هم يفعلون أي شيء، يؤمنون بالآلهة، يطيعون السلاطين بل يصدقون حتى الخرافات و الإشاعات، من أجل هدف واحد أن يناموا بسلام و يستيقظوا في سلام، غير أن كل هذا مجرد أوهام لا تزيدهم إلا معاناة أعمق...
***
العلم طفل صغير لا يتوقف عن الملاحظة و التجربة، الدين رجل مسن يدعي الحكمة، يحاول دائما تبرير استنتاجات الطفل بأنها إجابات متأخرة، و بأن حكمة الإله ستظل دائما حكمة كبيرة.. بيد أن الطفل كَبُر مستمرا في منهجه حتى أصبح راشدا، فطلب من العجوز مناظرة أو مناظرتين أو ثلاثة في موضوع الله والكون و الطبيعة و أي شيء آخر، فأسرع الجد الإجابة: إن الله أعلم بما لا نعلم، تبين للشاب أن الدين خرافة عاجزة، رماها جانبا و هرول نحو المختبر، كانت تلك نهاية فاجعة للإله و للعجوز الحكيم!
***
سألته يوما: لماذا تقول دائما عاش الملك؟ أجابني لأنه الملك، قلت له بعد ذلك: و لماذا يستحق الملك هذا؟ أخبرني من جديد لأنه الملك، فسألته من جديد: أو هل لأن الملك ملك يجب أن نعامله كالملك؟ قال لي نعم، فسألته لآخر مرة لماذا؟ فأجابني لآخر مرة لأنه الملك.
***
هل تعرف شيئا يا صديقي؟ يجب أن نسافر بدون أي موعد و إلى أي مكان، يجب أن ننسى عقدنا مع المجتمع، فلنتحرك و لننسى حتى أسماء الأماكن بل حتى مختلف الأعراق، فلنجعل العالم كله مجرد كوكب أزرق باهت، سنقضي فيه اكثر ما نستطيع من لحظات، نتأمل فيها وجودنا و نستمر البحث عن حلول لطبيعة كينوننتنا، فلنجعل الحرية همنا و صوت الأرض حلمنا... فلنذهب يا صديقي، فلنرحل من هنا !
*** 
في عمق تناقضات الحياة الاجتماعية، يحاول فتى صغير أن يجد حلولا لإشكاليات كثيرة، أسرته الفقيرة أو الميسورة تنتظر منه أن يتوظف، ليس هي فقط بل المجتمع أسره يرمي بنظراته تجاهه محذرا إيه بالنتائج الوخيمة التي سيتعرض لها إذا لم يقم بواجبه الاجتماعي الحتمي.
حينما يحل المساء، يذهب مع صديقه إلى مقهى تبعد قليلا عن الضجة الاجتماعية بل تتواجد في زاوية يمكن للسماء فيها أن تظهر بصورتها الواقعية، فيفتحان ملفات تلك الإشكاليات الكثيرة أملا في إيجاد حلول و أجوبة لها.. و تبقى انتظارات المجتمع مجرد انتظارات واهية!
***
حينما تمنعك أشياء ثانوية، كمستقبلك الاجتماعي مثلا، عن عدم التفكير في حقيقتك الكونية، فستبقى دائما مقيدا بهاته الأشياء الثانوية، لأن من طبيعتها أنها لا تنتهي و قد وضعت في عقول الأفراد كي يهتموا بها طيلة حياتهم...
***
ما هي حدود الصداقة؟ هل للصداقة حدود أصلا ؟ الإجابة على السؤال تجرني نحو المجتمع باعتباره محدد طبيعة العلاقات الاجتماعية، و ببساطة تامة و كاملة و شاملة، إذا كانت الصداقة تتأطر بالمجتمع فستكون لها حدود كثيرة و متنوعة..
***
حاجة المعرفة تصنع منك مبتكرا، المعرفة الحقة لا تُنال إلا بالإبداع الضروري.
***
كم من عصفور تكيف العيش بين الورود بعيدا عن الأغصان و الأوراق من أجل فراشة جميلة أحبها حتى الجنون..
***
سافرنا خارج بقعتنا الزرقاء، جعلنا لنا في الكون بحارا و محيطات، أبحرنا مع الضوء حتى أبعد الأكوان، لم نكتشف شيئا في الأخير، كانت القصة مجرد سفر صغير، لأن الكون لا زال كبيرا و في توسع سريع...
***
جلالة الملك، هنالك تنبؤات على أننا سنصادف الكائنات الفضائية في السنوات العشرين القادمة..
أجاب الملك : أضيفوا في الدستور فصولا تخص ضرورة احترام المقدسات من طرف أي كائن فضائي.
***
سألني مندهشا: نادرون نحن؟
كان الجواب متقطعا:
عدماً
عبثاً
متاهةً
فاجعة َ أرضٍ و إنسانْ..
***
على هذه الأرض الكثير من الجشع، يسكن حتى في أفئدة الفقراء...
***
حينما ترى الشمس، فأنت ترى الحقيقة...
***
ما هو الحب؟ حينما نموت لا شيء سينقذنا أو سيساعدنا كي نلتقي مع بعضنا البعض مرة أخرى سوى الحب، دافع كوني غير مبرر، قوي جدا و متمرد، حينما يجمع فردين يجعل منهما واحدا متكاملا لا نهاية لكماله، أبديا متجددا في أبعاد الكون. 
يقال أن لا شيئ يفرق محبوبين سوى الموت بيد أنه لا يفتح إلا بابا لإكمال رحلة الحب..
فلا تنخدع بالموت أو أشباهها، ركز وعيك على محبوبك و أرقص رقصة الحب بكل ما أوتيت من قوة في الخلود.
***
تظهر الأرض من البعيد كوكبا شاملا، أزرقا ناصعا، جميلا و باسما...
***
ليس من الضروري أن أعتبر نفسي إنسانا، أنا إنسان بالصدفة.
***
يجب أن نرحل من الأرض، بعيدا نحو كوكب ما ! فيه حياة أو شبه حياة... رحلوا دون أن يعرف أحد أخبارهم، الكل يعتقد أنها خرافة من خرافات ناسا، يوتوب مليء بالدلائل، غير أنهم آخر جيل سيخلد في الكون فالأرض تدمرت تقريبا... النهاية!
***
بقدر ما أمتلأ أحلاما يمتلأ الواقع دمارا، بقدر ما أصرخ تمردا يغلق المجتمع آذانه صامتا، بقدر ما أحارب متفائلا تتكسر أجزائي تشاؤما، ما هذا الموت الفلسفي الذي يخترق كياني الوجودي؟ 
تدخل السارد: إنها إرادة الحرية، حرية الإرادة، تبدأ بالدمار و تنتهي بالدمار...
تدخلت أنفا عني: إلا أنا لن أتدمر، سأكمل نضالي!  فقلمي و أفكاري كلها ستبقى في خدمة الحرية.
***
أنا  لست فردا في المجتمع، إنني ذات كونية حرة.
***
الإنسان قذيفة كونية ترش الشكوك، من أطلقها؟ أعتقد الغموض...
***
هذا الطفل، يعرف كل شيء عن الحياة لكنه يتغاضى مدعيا أنه ليس إلا صبيا صغيرا.
***
اتحدت دموعي ذات صباح،
فهطلت و صوت قلبي صارخ :
أحبك بتفلسف، 
أحبك بتمرد،
آه إني أحبك.
***
المكتبات مقبرة مستمرة للآلهة ، كلما دخلت مكتبة، لا تتوقف عن قراءة الميثولوجيا و تاريخ الأديان، سترى كم إلها قد مات، و أن إله الآلهة الحقيقي هو الإنتاج الأدبي... لا تكن سخيفا و ساذجا.
***
ماذا يجب أن أفعل في هذه اللحظة، كي أكون حقا متحررا؟ أنام؟ لا، هنالك دافع فيزيوسيكولوجي، ذلك ليس أنا. أدرس؟ لا، هنالك دافع سوسيو اجتماعي، ذلك ليس أنا. أكتب؟ ممم، هذا دافع فكري، نابع من ماهيتي المفكرة، مم ذلك حقا أنا. فكتبت الكثير من حريتي حتى امتلأت ورقاتي، تذكرت أن غدا سأجتاز امتحانا، ابتسمت ثم كتبت آخر جملة في ورقة جديدة:
"اجتزت الامتحان الحقيقي، امتحان الحرية."
***
النجاح الاجتماعي فشل في التمرد الكلي، المساهمة في التغيير الاجتماعي، نجاح في التمرد الكلي. كيف تتغير المجتمعات؟ بالثورة و الاكتشافات.
***
كن فيلسوفا أو كَفِنْ وجودك ببياض الجهل، عميق السواد، و مت في الحضارة.
هكذا يجب أن تعيش أيها الإنسان،
لا تنتظر من تراكم التاريخ المتناقض أن يمدك بالسعادة.
إن السعادة شكوك و تساؤلات... تفكير موضوعي !
***
 ك.ج