في الجَحِــــيمْ
"تقبل الواقع و تعايش معه" لا أعتقد بصحة هذا الرأي. من
الممكن، ربما، أن نستبدله بالآتي: "
أن لا نخاف من الجحيم، أن لا نظهر عداوة تجاهه."
إن واقعنا جحيم لا بد منه، على حد تعبير التاريخ
إن استمعنا لخطابه الموضوعي، المستقل، فينا.
إن الوعي الإنساني هو الذي يحدد مجرى التاريخ، يرسمه،
يصنعه، يبنيه و ليس العكس، فكيف يمكن للموتى أو أشباه الموتى أن يعوا شيئا؟ أن
يدركواالتاريخ؟ معنى الحياة و سؤال المشروع!
من
المفروض، كما أرى، أن نتحدث عن الثورة على الواقع، تماشيه مع إرادتنا أو وعينا...
ليس من الممكن، و أكيد هذا الأمر، أن نظهر العداوة للجحيم، فهو الأقوى، أن نعبر عن
خوفنا منه، فهو الوحش الكاره للضعفاء، مالك حيواتهم.
لا
يمكن للإنسان أن يكون حرا و سعيدا و مستقلا، هكذا، دون أي مقابل. إن العالم لم
يتواجد كي يحقق ازدهار الذوات، كي يضمن الاستقرار لكل فرد، لم يتطور كي يمنح لكل
إنسان فرصته الغنية عن التعبير في أن يبدع و يحب و يشعر بالسلام و السكينة، فوجود
الإنسان و مصيره يبدأ و ينتهي من وعيه.
عالمنا
واقع حرب وعنف، رغبة شجعة لموت الآخر، لامتلاكه، لقد ولد كل إنسان في هذا العالم و
داخله وحش كاره للضعفاء، مالك حيوات الضعفاء، ولد كل إنسان و بداخله جحيم، الجحيم،
فلا يجب أن نخاف من الواقع: أن نخاف من أنفسنا.
ك.ج