يوميات: القهوة و الرفيق
![صورة](https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgwjmQwuVLt7eKQFu0HQNI-_pbzcqz93PpOB3jRxd3r0K2OnnKkunw2tSRGQ1Kf9vKXU5HU0rkLjZI1y8E1hMiZv1RRfASod-N6zDZZrBntpup8622ZwYJTRyvXv_c4YUW5plj-vP6AoMw/s640/photo-1513365324032-3524a3b61031.jpg)
لا أتذكر متى بالضبط أصبحت رفيقا، لكنني أتذكر متى التقيت بالرفيق الذي جعلني أفهم أمورا في السياسة والاقتصاد لم تكن عندي دراية بها من قبل. كان ذلك قبل سنوات، أيام المجاعة الفكرية، حينما كانت عواطفي تسافر بي من فندق لآخر لأكتشف الليل، المقاهي وشوارع مدن المغرب، ففي صباح من ربيع سنة 2015، ارتديت معطفي، نظفت حذائي، وضعت كتبا في محفظتي دون أن أنسى حاسوبي واتجهت للمحطة الطرقية بالقامرة ـ الرباط، حجزت مقعدا في حافلة اليمامة متجها إلى مدينة الرشيدية. وصلت في صباح اليوم التالي، كان الجو مبكرا، الشمس لم تشرق بعد، بحثت عن أقرب مقهى، خصوصا تلك المقاهي التي تحتفل بفيروز أو أم كلثوم غناءهما قبل ضوضاء النهار، وفعلا وجدتها، جلست في ركن قرب النافذة، طلبت فنجان قهوة من النادل وبدأت كتابة ما يجول في خاطري في المذكرة. حل النهار، استيقظ الرفيق، تواصلنا ثم التقينا وعشنا يومنا سعداءً، فقد كان ذلك اليوم هو أول يوم نلتقي فيه غرباءً بعيدا عن القرية التي ولدنا في أحضانها وكبرنا أصدقاءً. تلك السعادة التي عشناها لم ترتبط معانيها بالثقافة وحسن الضيافة والخطاب الاجتماعي السائد بين الأصحاب في المجتمع ا...