المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, 2018

رسائل: أنت مواطن و لكن..

صورة
الحزن عالم مطلق " نلتقي ببعضنا البعض، كل واحد منا يسخر من نفسه عن طريق الآخر، يمضي الوقتُ نضحكُ و نحترقُ ثم نفترقُ، يعود كل واحد منا إلى ذاته، إلى عالـــم حزين مطلق ! " أنت مواطن و   لكن.. " أنتَ (كيفما كنت) لا معنى لك ما دمت إنسانا، أو بالأحرى، ما دمت مواطنا بالمعنى الذي تحدث عنه "هوبس"! تحدث عنه "روسو"! تحدث عنه الواقع الإنسانــي .. لا يجب أن تُنكر هذه الحقيقة، لا يحق لك أن تنتفض واهما قائلا:" لا! أنا إنسان حر!" صدقني إننا جميعا، كلنا ودون أي استثناء: حيوات غير مُستقلة . " ممارسة مُستحسنة " إن أفضل ما يمكن ممارسته في الحياة كلها هو المحاولة أو السعي إلى التفكير بشكل مطلق..." غراب حكيم كان هنالك غراب حكيم كبومة، اشتهر في الغابة بالسيد الغصن لأنه قبع كل أيام حياته على غصن شجرة صنوبر .  كان متفائلا أحب الحياة، لم يأكل جثة قط، أحب التأمل طيلة النهار و محاورة البوم في الليل ،  قيل أنه ناقش البوم أمور السياسة و الأخلاق، خصوصا سؤالا مهما لطالما طرحه على الطيور و الحيوانات: "هل يجب أن نؤسس دولة في الغابة...

خطاب رسمي : قصة قصيرة جدا

صورة
سيد الأشياء لكل الأشياء   :  " هدوء! اللاشيء يتحدثْ.."  يتدخل اللاشيء:  « أنا اللاشيء، أتحدث لأن عدم انتمائي لعالمكم لا يعني أبدا أنني لست موجودا! أريد أن أقول لكم بأنكم جزء مني و أنا جزء منكم، و ما سيدكم! سيد الأشياء إلا صديقي و عزيزي و رفيقي و حبيبي! إنه الأهل و الأسرة و العائلة و المجتمع و الهوية! لا تتجاهلوني و أنتم تفكرون في أنفسكم يا كل الأِشياء الموجودة، تذكروني دائما، فأنا اللاشيء! الصوت الذي تسمعونه بداخلكم الآن..!" عم الصمت،   استرسل سيد الأشياء خطابه:   " بما أنكم عرفتم الحقيقة الآن، فلت كونوا شجعانا، و لتتمردوا عليَ، فما أنا إلا صوت بداخلكم! لطالما اعتقدتم أنني ملككم، سيدكم، راعيكم و المسؤول عنكم، لكنكم مخطئون، و لا يجب أن تقترفوا هذا الخطأ منذ الآن، فلأتحرر منكم و لتتحرروا مني! فلتصنعي أيتها الأشياء من ذاتك السيادة! فليكن كل شيء في الأشياء كلها سيد نفسه! فيكفيني أنني سيد نفسي، و لا أطيق أبدا أن أكون سيد كل الأشياء..." تفرقت حشود الأشياء كلها... بعد مدة وجيزة من الزمن! أصبح الكون مختلفا و جميلا ! ك.ج

ينمو التفكير في عقل الإنسان: المقالة العاشرة و الأخيرة ( أفكار فلاسفة ما قبل سقراط/ السفسطائيون)

صورة
السفسطائيون: و هبت رياح المتاعب! The Sophists (In the second half of the 5th century BCE) هبت رياح المتاعب في أثينا في النصف الثاني من القرن الخامس قبل الميلاد، لكن ما هي رياح المتاعب؟ إنهم السفسطائيون أنفسهم، الذين من الصعب أن نسميهم فلاسفة و سيكون من ضرب المستحيل أيضا أن نبالغ و نقول عنهم حكماءَ، رغم أن كلمة سفسطة كانت تعني آنذاك التخصص في الحكمة. كتب أنتوني متحدثا عن السفسطائيين و عن السياق التاريخي الذي عاشوا فيه : " عاش السفسطائيون في أثينا في النصف الثاني من القرن الخامس و شغلوا مناصب سفراء و معلمين خصوصيين ومستشاري علاقات عامة و محاضرين و ممثلي مسرح و كاتبي خطابات و فلاسفة و خطباء ليليين و أطباء نفسيين في آن واحد، أو العديد من هذه المناصب في معظم الحالات على الأقل." [1] و يضيف أنتوني : " و قبل ظهور هؤلاء الرجال كانت كلمة سفسطائي تطلق على جميع أنواع الحكماء. و من الغريب أنه حتى بعد هذا الوقت استمر بعض كتاب القرن الرابع في استخدام الكلمة للإشارة إلى كل الفلاسفة السابقين حتى طاليس، و لكن في زمانهم اقتصرت الكلمة بصورة رئيسة على الذين يعلمون الناس مقابل ...

ينمو التفكير في عقل الإنسان: المقالة التاسعة ( أفكار فلاسفة ما قبل سقراط/ ديموقريطس)

صورة
ديموقريطس   الأبديري : الفيلسوف الضاحك   De mocritus (c.460BC, c.370BC) ولد ديموقريطس في مدينة أبديرة التي عرف أهلها بالأغبياء، لكنه لم يكن غبيا و لا أبلها رغم ذلك، فقد سخر على اليونان كلها، استهزأ بالحماقات البشرية التي سادت في كل المجتمع الإغريقي و ربما في كل مجتمعات العالم التي زارها. كتب أنتوني محاولا تفسير لقب الفيلسوف ا لضاحك الذي عُرف به ديموقريطس: " بالنظر من منظورنا الحالي، يتضح أن التفسير الأوقع للقب الفيلسوف الضاحك هو أن ديموقريطيس كانت له الضحكة الأخيرة، فعلى مر 2400 عام تفصلنا عنه قبعت مبادئ ديموقريطيس تحت وطأة رفض أفلاطون و أرسطو و الكنيسة لها، ثم ابتسم له الحظ مع الثورة العلمية في القرن السابع عشر، و ظل مبتسما له منذ ذلك الحين، في حين ضرب بالنظريات الفيزيائية لأفلاطون و أرسطو عرض الحائط، فالتصور الحديث للعالم يشبه أفكار ديموقريطيس و أتباعه أكثر من أفكار أي من غيره من الإغريق." [1] كان ديموقريطس فيلسوفا رحالة، أحب السفر و الاكتشاف، دفعه فضوله للاهتمام بميادين معرفية كثيرة، و في هذا الصدد كتب أنتوني في   نمط حياة هذا الفيلسوف: Democritus ...

ينمو التفكير في عقل الإنسان: المقالة الثامنة ( أفكار فلاسفة ما قبل سقراط/ أناكساغوراس)

صورة
أناكساغوراس الكلازومني : العقل و المادة Anaxagoras (c.510 BC, c.438 BC) كان أناكساغوراس فيلسوفا مُتمردا، فبعد أن انتقل من مدينته الأم Klazomenai   إلى مدينة أثينا، أُشتهِرَ  بين الناس بلقب "العقل". كتب أنتونتي في هذا الصدد : " ... و قد تحمله سكان أثينا قرابة ثلاثين عاما، و أطلقوا عليه اسما يشوبه التهكم إذ سموه (عقل)، و كانوا يلهون بتداول النوادر عن فكاهاته الساخرة و بعده عن أرض الواقع، و لكنهم لم يكونوا ليتساهلوا معه أكثر من ذلك، فاتهموه في النهاية بالفسق، ففر نحو المشرق حتى وصل إلى لامبسكس بعد أن ترك أثرا عميقا في نفوس أهل أثينا." [1] و أضاف جوتليب شارحا فكرة نهاية هذا الفيلسوف : " و تتمثل جريمته المعلنة رسميا ( أي أناكساغوراس) في أنه كان يعتقد بأن الأجرام السماوية ليست آلهة تستحق العبادة بل أحجار ملتهبة يجب تجنبها، إلا أن العديد من الكتاب القدامى قالوا أن السبب الحقيقي في مقاضاته هو صداقته للقائد العظيم بريكليس..." [2] من هذه المقتطفات يمكننا أن نلحظَ إلى أي مدى كان هذا الفيلسوف الإغريقي ذو نظرة مختلفة تماما عن التمثلات السائدة في مدينة أث...

ينمو التفكير في عقل الإنسان: المقالة السابعة (أفكار فلاسفة ما قبل سقراط/ إمبيدوكليس)

صورة
إمبيدوكليس الأكراجاسي: الأمير المحبوب Empedocles (c.490bc, c.430bc) " ظل الإنسان ثلاثين ألف عام يتِيه بعيدًا عن المكان المبارك حيث تَشَكَّل خلال هذا الوقت على شاكلة جميع الأشياء الفانية متقلبًا في ألوان الشقاء، وظلت قوى الريح تطارده في أواسط البحار ثم تقذف به أمواج البحار إلى تراب اليابسة، ثم تلقيه الأرض تحت أشعة الشمس الحارقة ثم تعيده الشمس إلى دوامات الريح القوية، فظَلَّ في هذا الشقاء تتقاذفه الأشياء الفانية ولا تقبله . وهذا هو حالِي الذي أعيش فيه الآن؛ فأنا منفي عن رحاب الآلهة وهائم على وجهي لأنني وثقت يومًا في الصراع الجامح."  إمبيدوكليس كيف نستطيع أن نتحدث عن إمبيدوكليس دون أن نستعمل أسلوب القصة؟ و كيف لنا أن نصف هذا الفيلسوف دون أن نعود لفيتاغورس؟ أو بالأحرى، دون أن نجمع كل صفات الفلاسفة الذين سبقوه، نمزجها كلها لنحصل على إمبيدوكليس ؟ كتب أنتوني محاولا وصفه من خلال وصف طرحه حول أصول الأشياء: " و لنضرب مثالا على إحدى وصفات إمبيدوكليس اللتان قدمهما من أجل البقاء، فالعظام تتكون من جزأين من الماء وجزأين من التراب و أربعة أجزاء من النار، و هذه الوصفة التي ق...