رسالة من رجل الكهف إلى الإنسانية المعاصرة
عزيزي الإنسان المعاصر، كل ما قيل لكم وما يحدث لكم ليس إلا أكذوبة . الحقيقة هيَ أنكم لَمْ تولدوا ولن تموتوا ... كم ستجدون هذا مستحيلا للتصديقَ! عادي... فالهدف من حياة كل واحد فيكم هو أن يعيش على المبدأ الثقافي اللعين: الولادة في المجتمع والموت في ـ من المجتمع ! فكر في الأمر بشكل بسيط.... متى ولدتَ؟ حتما ليس حينما ولدت في أحضان أمك! لأن ولادتك عملية، لنقل سيرورة بدايتها مرتبطة بحلقات لانهائية في الماضي. متى ستموت؟ حتما ليس حينما ستدفن في مقبرة، فالموت مراحل لا نهائية، بدأ منذ الولادة التي لا بداية لها ! هنالك من يسمي هذا بظاهرة التغير أو التحول في إطار فلسفة الخلود والتناسخ! لا أجد شغفي في التفكير بهذه الطريقة . إنني بسيط جدا... أنا رجل الكهف! أعرف أنني الكهف الذي لم يولد ولن يموت، لأن الكهف لا يعرف أنه كهف، لا ثقافة له و (أنا) رجل الكهف، أيضا، لا ثقافة لي...ومن لا ثقافة له، لم يولد ولن يموت... وهنا تكمن الحرية والحياة وحقيقة الوجود . إنني لا أقول أشياء غريبة، متناقضة أو غير مفهومة، إن ما أقول واضح جدا، بسيط، بل بديهي ... تمثلكم للعالم والأشياء من حولكم ...