المشتري

حل الليل، أخرج دراجته الهوائية وركبها نحو الأبعد الممكن حيث يستطيع رؤية السماء بوضوح، حيث يستطيع الإشارة بأصابعه لكواكب المجموعة الشمسية خصوصا كوكب المشتري.
إن كوكب المشتري المعروف بتاريخه الطويل الذي تسبب، حسب بعض النظريات، بالدمار والحياة للكواكب الصخرية في المجموعة الشمسية، يثير انتباهه بشكل كبير. فبعد أن شاهد فيلما وثائقيا علميا يشرح علاقة المشتري بانقراض الديناصورات ومنح الأرض فرصة أخرى لتعيش ويتطور فيها الكائن البشري سالما من الكائنات العملاقة، شعر برغبة ملحة لرؤيته والتأمل فيه.
وهو على دراجته، مع موسيقى منخفضة تحرك كيانه بشكل غريب، ارتحل شاردا يفكر بل يتخايل نفسه على مركبة فضائية يشق طريقه نحو الكوكب، ليقول له مرحبا كما المسبار جونو فعلَ.
وصل تلا، أركن دراجته أسفله وصعد بخطوات طفل يعمه الفضول نحو القمة، جلس ورفع أنظاره في السماء وبدأ بالبحث، وجده وفرح كثيرا، قال:
" مرحبا أيها الكوكب الغريب، أيها الضخم العنيف، لقد كان الطريق طويلا ومتعبا، لكنني وصلت، أريد أن أشكرك وأعبر لك عن احترامي وتقديري، أرجوك ابق كما أنت وكما الشمس اعتادت أن تعرفك، لا تتحرك بعيدا ولا تقترب منا كثيرا، نريد أن نحيا أكثر، نريد أن نتذوق طعم المستقبل فأرجوك احمينا وأبعد عنا نيازك الشر والهلاك..."
عاش لحظات هدوء مقدسة، استمع لموسيقاه المفضلة، أشعل سيجارة أيضا وحينما شعر بالأمان، نزل، ركب دراجته وعاد أدراجه، عاد بشغف كبير ليدرس الكوكب الجديد، كوكب زحل، ليكتشف تاريخه ويعرف هل هو أيضا يستحق خرجة بالدراجة ورسالة من القلب إلى حافة الكون، يعبر فيها عن قلقه وخوفه من أن يصبح الكوكب الأزرق كوكبا أحمرا أو بلا ألوان بسبب طيش الكواكب الغازية العملاقة.

ك.ج