المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, 2023

أفكار و حياة : حياة حكيم

الربيع في عمر السابع عشر كان الرقي هو فلسفتي في الحياة، لطالما حدثت أصدقائي عن مفهوم السمو الروحاني، والحب الخالد، وبأن الحياة كل جوهرها في الإيمان البسيط بقدرة الإنسان بعاطفته أن يؤثر...  كنت في ذلك العمر مسنا في تفكيري، لطالما سمعت أوصافا من قبيل: تبدو أكبر من عمرك ، تبدو حكيما ، اسمك يناسبك .. كان الأمر رائعا وكنت واثقا من نفسي ومحبا لمن أنا. بيد أن الحياة ليست سامية، وجميع من حولي لم يكن ساميا كفلسفة الحياة التي بدأت تكبر بداخلي، فخضت تجاربا اجتماعية علمتني و الفشل معنى أن تعيش ساميا في عالم و بيئة نظامها يتوقف على النفعية و الجدوى، يتوقف على المغزى من وجود الإنسان المادي، فكان لابد أن أضحي بعاطفتي و أمنحها غذاءً للواقع الاجتماعي، كان لابد أن أجتهد لأبدو سيئا حينما يجب أن أكون سيئا، و أجتهد في أن أكون طيبا حينما يجب أن أكون طيبا.  كأن العالم من حولي كان يهتم لما أفعل لا لما أفكر فيه، ففي آخر المطاف، الجميع يفكر في صمت، وما أدرانا أن بيننا فلاسفة يفكرون في صمت؟ وجبناء أغبياء نفعيون لا يفكرون و في جهر، والوقت، تعلمت حكمة الصمت، فصرت لا أكترث... أسمع. ولكن لا أتحدث إلا حينما ...